البيان عما اتفق عليه الشيخان

حديث: والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم

          540- أنسٌ:
          عن أبي طَلْحةَ قال: لمَّا كان يوم بدرٍ، وظهَر عليهم نبيُّ الله صلعم؛ / أمر ببِضْعةٍ وعشرين رجُلًا _وفي رواية: بأربعةٍ وعشرين رجُلًا_ من صناديد قريشٍ، فأُلقُوا في طَوِيٍّ من أطواء بدرٍ خبيثٍ مخبَّثٍ، وكان إذا ظهَر على قومٍ؛ أقام بالعَرْصَةِ ثلاثَ ليالٍ، فلمَّا كان ببدرٍ اليومَ الثالث؛ أمر براحِلَتِه، فشُدَّ عليها رَحْلُها، ثم مشى، واتَّبعه أصحابه قالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتَّى / قام على شَفَة الرَّكِيِّ، فجعل يُناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: «يا فلانَ بنَ فلانٍ، ويا فلانَ بنَ فلانٍ؛ أَيَسُرُّكُم أنَّكم أطعتُمُ اللهَ ورسولَه؟ فإنَّا وجدنا ما وعدَنا ربُّنا حقًّا، فهل وجدتُم ما وعد ربُّكم حقًّا؟»، قال عمرُ: يا رسول الله؛ ما تُكلِّم مِن أجسادٍ لا أرواح لها؟! فقال النبيُّ صلعم: «والذي نفْسُ / محمَّدٍ بيده؛ ما أنتم بأسمعَ لِما أقول منهم». قال قَتَادة: أحياهمُ الله حتَّى أسمعهم قولَه؛ توبيخًا، وتصغيرًا، ونِقْمةً، وحسْرةً، وندَمًا. أخرجاه. [خ¦3976]