التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: كنا بالأهواز نقاتل الحرورية فبينا أنا جرف

          1211- قوله: (حَدَّثَنَا الأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ): هذا هو الأزرق الحارثيُّ، روى عن أبي بَرْزَة الأسلَميِّ، وعَسْعَس بن سلامة، وعبد الله بن عمر، وأنسٍ، ♥، وعن يحيى بن يَعمَر، وشَريك بن شهاب، وجماعةٍ، وعنه: شعبةُ، والمنهال بن خليفة، والحمَّادان، وجماعةٌ، وثَّقه النَّسائيُّ، قال الذَّهبيُّ: (بقي إلى حدود العشرين ومئة، وهو من كبار شيوخ الحمَّادَين)، انتهى، أخرج له البخاريُّ، وأبو داود، والنَّسائيُّ.
          قوله: (كُنَّا بِالأَهْوَازِ): هو بفتح الهمزة، وسكون الهاء، وفي آخره زايٌ، من بلاد فارس، وكان صاحبَها الهُرمزانُ إلى أن افتتحها في الإسلام حُرْقُوص بن زهير، وهو بضمِّ الحاء المهملة، ثمَّ راءٍ ساكنة، ثمَّ قاف مضمومة، ثمَّ واو ساكنة، ثمَّ صاد مهملة، و(الحُرْقُوص) في اللُّغة: دُوَيبَّةٌ كالبرغوث، ربَّما نبت(1) له جناحان، فطار، وهو حُرْقُوص بن زهير السَّعديُّ، قال الطَّبريُّ: له صحبة، وأمدَّ عُمَرُ ☺ المسلمين الذين نازلوا الأهواز به، فافتتح حُرْقُوص سوقَ الأهواز، وله أثرٌ كبيرٌ في قتل الهرمزان، ثمَّ كان مع عليٍّ ☺ بصِفِّين، ثمَّ صار من الخوارج، فقُتِل، وفي «المطالع»: (افتتحها حُرْقُوص بن زهير لتأمير عتبة بن غزوان إذ كان واليًا لعمر بن الخطَّاب ☺ بالبصرة)، قال: (وأهل الأهواز معروفون بالحمق، مَن أقام بها سنةً، نَقص عقلُه، وقد سكنها قومٌ من الأشراف، فانقلبوا إلى طباع أهلها، والحمَّى(2) لساكنيها ملازمةٌ، وجوههم(3) مُصفرَّة) انتهى(4).
          تنبيهٌ: (حُرقوص) هذا: هو ذو الخُويصرة، القائل لسيِّدنا رسول الله صلعم: (اعدل)، قُتِل يوم النَّهروان، قاله الذَّهبيُّ.
          قوله: (نُقَاتِلُ الْحَرُورِيَّةَ): تقدَّم أنَّ (الحروريَّة) منسوبون إلى حَرُوراء، وأنَّها قريبة(5) من الكوفة، فانظرها في (أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟) [خ¦321].
          قوله: (عَلَى جُرُْفِ نَهَرٍ): هو بضمِّ الجيم، وإسكانِ الرَّاء وضمِّها(6) أيضًا _جُرْفه: مثل حَرْفِهِ_ مثل: (عُسْر، وعُسُر): ما تجرَّفته(7) السُّيول وأكلته من الأرض، والجمع: جِرَفَة، مثل: (جُحْر وجِحَرَة).
          قوله: (فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ): هذا الرَّجل لا أعرف اسمه.
          قوله: (وَإِنِّي إِنْ كُنْتُ أَنْ أَرْجِعَ(8) مَعَ دَابَّتِي): وفي نسخة: (أرجع) بغير (أنْ)(9)، كذا هو مضبوط في أصلنا بالقلم: (إنْ)؛ بكسر الهمزة، قال ابن قُرقُول: («إنِّي(10) أَنْ كنتُ أَنْ أرجع»؛ بفتح «أَنْ» في الحرفين، و«أَنْ» الأولى مع «كنتُ» في موضعِ المصدرِ؛ بمعنى: كوني، وموضعِ البدلِ من الضَّمير في «إنِّي»، وكذلك «أن أرجع»؛ بتقدير: رجوعي أيضًا، ولا يصحُّ الكسر فيها في هذا الحديث)، انتهى، فيُحَرَّر ما وقع في أصلنا من الكسر، وفي بعض النُّسخ: (أرجع) بغير (أن)، والله أعلم.
          قوله: (إِلَى مَأْلَفِهَا): هو بهمزةٍ ساكنةٍ بعد الميم، وهو مكان علفها، والموضع الذي أَلِفَتْه واعتَادَتْه. /
          قوله: (فَيَشُقَّ عَلَيَّ): هو مَنْصوبٌ، ويجوز رفعه.


[1] في (ب) و(ج): (ينبت).
[2] في (ب): (والحمق)، ولعلَّه تحريف.
[3] في (ب) و(ج): (ووجوههم).
[4] (انتهى): سقط من (ب)، «مطالع الأنوار» ░1/372▒، وانظر «معجم البلدان» ░1/284-287▒.
[5] في (ج): (قرية).
[6] في (ج): (والراء وإسكانها)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق) بضمِّ الراء.
[7] في (ب): (ماء تجيء فيه)، وهو تحريف.
[8] في (ج): (راجع)، وكانت في (أ) قبل الإصلاح: (أراجع)؛ وهي رواية «اليونينيَّة» و(ق) بعد الإصلاح، والمثبت رواية الأصيليِّ، وابن عساكر، وأبي ذرٍّ عن الحمُّوي والمستملي.
[9] (بغير أن): سقط من (ج)، وقوله: (وفي نسخة: «أرجع» بغير «أن») سيكرَّر في آخر الفقرة، وسبب تكراره ما فعله المؤلِّف من إصلاح هنا؛ حيث كان النصُّ: (قوله: «وَإِنِّي إِنْ كُنْتُ أَنْ أُرَاجِعَ مَعَ دَابَّتِي»: وفي نسخة: «أرجع»)، وهذا أنسب للسياق؛ فإنَّه ينفي التكرار، ويأتي بالرواية الثالثة: (أن أراجع)، فليتنبَّه.
[10] في (ب): (إلى)، وهو تحريف.