التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول النبي: «لا نورث ما تركنا صدقة »

          ░3▒ (بَابُ قَوْلِهِ صلعم : لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ)
          قال النَّوويُّ: الجمهور على أنَّ جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يُورثون، وعن الحسن البصريِّ اختصاص ذلك بنبيِّنا صلعم لقوله تعالى عن زكريَّا: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ}[مريم:6]، والمراد وارثة (1) المال إذ لو أراد وارثة النُّبوَّة لم يقل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}[مريم:5] إذ لا يخاف الموالي على النبوَّة، ولقوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}[النمل:16] والصَّواب قول الجمهور. قلت: ويقوِّيه قوله في الحديث: ((نحن معاشر الأنبياء لا نورث))، قال: والمراد بقصَّة زكريَّا وارثة النُّبوَّة وليس المراد حقيقة الإرث بل قيامه مقامه وحلوله مكانه. فإن قيل: إذا كان ما تركه ◙ صدقةٌ / فكيف تناول منها عليٌّ والعبَّاس؟ قيل: المحرَّم عليهم الصَّدقة الواجبة أي: إنَّهما إنَّما أكلا منها بحقٍّ عليهما فيها.


[1] كذا في الأصل, ولعلها:((وراثة)) في المواضع كلها.