التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب ما جاء في البناء

          ░53▒ (بَابُ مَا جَاءَ فِي البِنَاءِ)
          قوله: (وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيَّ) صلعم : (مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَتَطَاوَلَ (1) رِعَاءُ البَهْمِ فِي البُنْيَانِ) أي مِن علامات السَّاعة، وهذا تقدَّم مسندًا في أوائل «الصَّحيح» في باب سؤال جبريل النبيِّ صلعم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة. قال القاضي: أي رعاء الشَّاء كما جاء في الحديث الأمر بلفظ الشَّاء، وأصله كلُّ ما استُبهم مِن الكلام، وباب مبهم أي مسدود، والبهم ههنا جمع بهمة، والبُهم _بضم الموحدة_ قال الكِرْمَاني: جمع الأَبهم، وهو الذي يخلط لونه، وبفتحها: جمع البهيمة وهي: أولاد الضَّأن، ويُقال: البهم أيضًا للمجتمعة منها ومِن أولاد المعز، وحاصله أنَّ الفقراء مِن أهل البادية تُبْسَطُ عليهم الدُّنيا حتى يتباهون في إطالة البنيان، يعني أنَّ العرب تستولي على الناس، وهو إشارة إلى اتِّساع دين الإسلام واستيلاء أهله.


[1] كذا في الأصل.والذي في البخاري:((إذا تطاول)).