التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن

          ░14▒ (بَابُ إِذَا دُعِيَ الرَّجُلُ فَجَاءَ هَلْ يَسْتَأْذِنُ)
          قوله: (وَقَالَ سَعِيدٌ) أي ابن أبي عَرُوبَةَ، وفي بعضها: <شعبة> أي ابن الحجَّاج، وإنَّما لم يقل: حدَّثني لأنَّه سمعه منه في معرض التحميل والتحديث .
          قوله: (عَنْ أَبِي رَافِعٍ) هو نُفيعٌ مصغَّر النَّفع الصَّائغ بصادٍ مهملةٍ وهمزةٍ بعد الألف وبغينٍ معجمةٍ.
          قوله: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: هُوَ إِذْنُهُ) أي الدُّعاء نفس الإذن لا حاجة إلى تجديد إذنٍ، وهذا التَّعليق أخرجه أبو جعفر في «مشكله»: عَن أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى، عن المعتمر، عن ابن عيينة، عن سعدٍ به، ثمَّ قال: وفي لفظٍ: ((إذا دُعي أحدكم فجاء مع الرَّسول فذلك إذنٌ له)). قال: وحديث أبي هريرة في الباب لا يُعارضه لأنَّ معنى الأوَّل أنَّ المرسل إليه أتى مع الرَّسول فأغناه سلام الرسول واستئذانه عن (1) السَّلام والاستئذان، لأنَّ المرسل لمَّا أرسله / عنه فقد أذن له أن يجبيه (2)، فكان استئذانه استئذانًا له، فإذا دخل سلَّم سلام الملاقاة، وأمَّا في حديث أبي هريرة فإنَّ أهل الصُّفَّة لمَّا قدموا عَلى رسول الله دون أبي هريرة لم يكن لهم يدٌ مِن السَّلام والاستئذان وَذلك بيِّنٌ؛ لأنَّه قال: فجاؤوا ولم يقلْ: فجئنا، فافترق المعنى بين الحَديثين، قلت: وفي هذا لي نظرٌ ذَكرته في «تجريد التَّوضيح» فليُطلب منه. والله أعلم.
          كيفيَّة الاستئذان كما رواه ابن أبي شيبة في «مصنَّفه»، عَن ربعيٍّ قال: ((حدَّثني رَجل أنَّه استأذن على رسول الله صلعم وَهو في بيته فقال: أألج؟ فقال لخادمه: اخرجْ إلى هذا فعلِّمه الاستئذان، وقلْ له: قلْ: السلام عليكم أَأَدخُل؟))، وقال زيد بن أسلم: بعثني أبي إلى عبد الله بن عمر فقلت: أألج؟ فقال: لا تقل كذا، ولكن قل: السلام عليكم، فإذا قيل: وعليكم، فادخل. وقال أبو الزُّبير: سألتُ جابرًا عن الرَّجل يستأذن عليَّ ولا يسلِّم أآذن له؟ فقال: أكرهه والنَّاس يفعلونه، وقال ابن مسعودٍ: إذا دُعيت فهو إذنك فسلِّم، ثمَّ ادخل.
          مسألة: إذا أراد الدُّخول على زوجته أو أمَته هل يستأذن؟ تردَّد فيه كلام بعض العلماء فقال: مرَّةً لا يستأذن لأنَّ أكثر مَا في ذلك أنْ يكونا مكشوفتين، وَقال: مرَّةً يستأذن لاحتمال أن يكون دَخل عليهنَّ امرأةٌ لا يحلُّ نظره إليها.


[1] صورتها في الأصل:((مجيء)).
[2] في الأصل:((يجبه)).