تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين

          2567- (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ) في نسخة: <حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ> واسمه عبد العزيز، واسم أبي حازم: سلمة بن دينار.
          (رُومَانَ) بضم الراء. (ابْنَ أُخْتِي) بوصل(1) همزة (ابْنَ) وبالنصب بالنداء بأداته المقدَّرة، وبفتح الهمزة فهي(2) الأداة. (إِنْ كُنَّا) إنْ مخففة من الثقيلة. (ثُمَّ الهِلالِ) بالجرِّ. (ثَلاثَةَ أَهِلَّةٍ) بالجرِّ بدل مما قبله بتقدير هلال ثلاثة، وبالنصب بنظر(3) (فِي شَهْرَينِ) أي تكمل الثلاثة في شهرين باعتبار رؤية الهلال في أوائل الثلاثة، فالمدَّة(4) ستون يومًا، والمرئي(5) ثلاثة.
          (يَا خَالةُ) بضم التَّاء وكسرها. (يُعِيشُكُمْ) بضم التَّحتيَّة وكسر العين من الإعاشة، وبفتح العين وتشديد ما بعدها من التَّعيش(6). (الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالمَاءُ) في الأسودين تغليب كالعمرين والقمرين، وإلَّا فلا لون للماء، وإنما أطلقت عائشة على التَّمر أسود لأنَّه غالب تمر المدينة. (جِيرَانٌ) بكسر الجيم. (مَنَائِحُ) جمع منيحة بفتح الميم وكسر النُّون: وهي شاة أو ناقة فيها لبن تعطيها غيرك ليحتلبها ثمَّ يردها إليك. (يَمنَحُونَ) أي يعطون.
          وفي الحديث الأوَّل: حثٌّ على التَّهادي ولو باليسير لما فيه من استجلاب المودَّة وإزالة العداوة ودوام المعاشرة. وفي الثاني: صبر رسول الله صلعم على التَّقلل من الدُّنيا، وحجة لمن آثر الفقر على الغنى، وأنَّ الواجد يواسي المعدوم.


[1] في (د): ((بنصب)).
[2] في (د): ((فهو)).
[3] في (ك) و(د): ((ينتظر)).
[4] في (د): ((فالمد)).
[5] في (ع): ((والرئي)).
[6] في (ع) و(د): ((التعييش)).