التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار

          31- قوله: (حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَيُونُسُ): أمَّا (أيُّوب)؛ فهو ابن أبي تميمة كيسان، أبو بكر، الإمام السَّخْتِيانيُّ، تُوفِّي سنة ░131هـ▒، أخرج له الجماعة، ثقة.
          وأمَّا (يونس)؛ فقد تقدَّم أنَّ في اسمه ستَّ لغاتٍ؛ تثليث النُّون مع الهمز(1) وعدمه، وهذا هو يونس بن عُبيد، أحد أئمَّة البصرة، من العلماء العاملين الأثبات، تُوُفِّيَ سنة ░139هـ▒، أخرج له الجماعة.
          ولهم يونس بن عُبيد شخصٌ كوفيٌّ(2)، حدَّثَ عنِ البراء بن عازب، لا يُدرى مَن هو، وقد ذكره ابنُ حِبَّان في «الثِّقات»، وحديثُه في ذكر رايةِ النَّبيِّ صلعم: أنَّها سوداء مُربَّعة من نَمِرَةٍ، أخرج له أبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ.
          قوله: (عَنِ الْحَسَنِ): هو الحسن بن أبي الحسن يسار(3) البصريُّ، العَلَم المشهور، أخرج له الجماعة، ثقة، تُوفِّي سنة ░110هـ▒.
          قوله: (الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ): هو بفتح الهمزة، ثُمَّ حاء مهملة ساكنة، أبو بحر التميميُّ، وكان سيِّدًا نبيلًا، تُوُفِّيَ سنة ░67هـ▒، وقيل: سنة ░72هـ▒، أخرج له الجماعة، ثقة.
          قوله: (لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ): الرَّجلُ المبهمُ هو عليُّ بن أبي طالبٍ ☺، كما هو في «الصَّحيحين» [خ¦7083].
          قوله(4): (أَبُو بَكْرَةَ): اسمُه نُفَيع بن الحارث بن كَلَدَة، من ثقيف، و(نُفَيع): بضمِّ النون، ثُمَّ فاء مفتوحة، و(كَلَدَة): بفتح اللَّام، الثقفيُّ، صحابيٌّ جليلٌ، وقيل: اسمه مَسْروح، و(بَكْرة): بفتح الموحَّدة وإسكان الكاف، وهو ممَّن نزل إليه ╕ يوم الطَّائف(5) في بَكْرةٍ، فكني بأبي بَكْرة لذلك، تُوُفِّيَ بالبصرة سنة ░51هـ▒، وقيل: سنة ░52هـ▒.
          قوله: (فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ): استدلَّ به أبو بَكْرةَ على العموم، وفي أواخر «التذكرة» للقرطبيِّ ما لفظه: (قال علماؤنا: ليس هذا الحديث(6) في أصحاب محمَّد صلعم؛ بدليل قوله: {وَإِن طَائِفَتَانِ}[الحجرات:9]...) إلى آخر كلامه، وفيه: (فحديث أبي بكرة _يعني: هذا_ محمولٌ على ما إذا كان القتال على الدُّنيا، وقد جاء هكذا منصوصًا فيما سمعناه من بعض مشايخنا: «إذا اقتتلتم على الدُّنيا؛ فالقاتل والمقتول في النَّار»، خرَّجه البزَّارُ)، ثمَّ شَرَعَ يستدِلُّ لذلك، ولكن لا بدَّ من الجواب عن حمل أبي بكرة هذا الحديث على العموم، اللَّهُمَّ؛ إلَّا أن يُفهَم من قوله: (علماؤنا) الإجماع، فيكونُ حَدَثَ إجماعٌ بعدَ أبي بكرةَ، ويَحتمل أنَّه أراد بعلمائِهِم: المالكيَّة، وهذا الظاهرُ، فتفكَّر في الجواب عنه، والله أعلم.


[1] في (ب): (الهمزة).
[2] (كوفي): ليست في (ب).
[3] (يسار): ليست في (ب).
[4] (قوله): ليست في (ب).
[5] (الطائف): ليست في (ب).
[6] (الحديث): ليست في (ج).