التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر

          قوله: (مُكذِّبًا): المختارُ في الذَّال الكسرُ، وقد ضُبِطَ بفتحِها، وقد ضُبِطَ في أصلنا بكسر الذَّال، وطرأَ عليها الفتحُ أيضًا، ومعناه بالفتح: إلَّا خشيتُ أنْ يُكذِّبَنِي(1) مَن رأى عملي مخالفًا قولي، ويقول: لو كنتَ صادقًا؛ ما فعلتَ هذا الفعل، وبالكسرِ معناه ظاهرٌ.
          قوله: (ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ): هذا هو عبدُ الله بنُ عُبيدِ الله ابن أبي مُلَيْكَةَ زهيرٍ _وزهيرٌ صحابيٌّ ورَوى عن أبي بكرٍ الصِّدِّيق_ ابنِ عبد الله بن جُدعان التيميُّ، وابنُ أبي مُليكةَ مؤذِّنُ ابنِ الزُّبير وقاضيه، وثَّقه أبو زرعةَ وأبو حاتم، تُوُفِّيَ سنةَ سبعَ عشرةَ ومئةٍ(2)، قال: (أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلعم)، واعلم أنَّ أسماءَ مَنْ أدركَ مِنَ الصحابة مذكورةٌ في «تهذيب الكمال» وغيرِه في ترجمتِه، لكنَّهم لَمْ يبلغوا هذا العدد، أخرج له الجماعة(3).
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنِ الْحَسَنِ): (يُذْكَرُ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و(الحسن): هو ابنُ أبي الحسن البصريُّ، العالم المشهور الجليل.
          قوله: (وَمَا خَافَهُ) وكذا (وَلَا أَمِنَهُ): الضميرُ فيهما يعودُ على(4) الله ╡، ويَحتمل أنْ يعودَ على (النفاق).
          قوله: (ومَا يُحْذَرُ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.


[1] في (ب): (تكذبني).
[2] زيد في (ب): (وعنه).
[3] قوله: (أخرج له الجماعة): ليس في (ب)، وانظر «تهذيب الكمال» ░15/256▒ ░3405▒.
[4] في (ب): (إلى).