التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول النبي: بني الإسلام على خمس

          قوله: (وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ): هذه المسألةُ الكلام فيها معروفٌ، فمَن أرادها فينظر مظانَّها، وهي مذكورةٌ في أوَّل (كتاب الإيمان) من(1) «شرح مسلم» للنوويِّ، وكذا القطعة التي(2) له على «البخاريِّ»، وكذا «شرح المهذَّب» له، وكذا مِن «شرح شيخنا» وغيرها.
          قوله: (إلى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ): قال الدِّمياطيُّ: (روى عن أبي الدرداء وغيرِه، مات سنة «120هـ»، كان على قضاء الجزيرة في خلافة عمر بن عبد العزيز)، انتهى، وهوَ عَدِيُّ بنُ عَدِيِّ بنِ عَمِيرةَ _بفتح العين، وكسر الميم_ أبو فروةَ الكِنْديُّ، سيِّدُ أهل الجزيرة، ثقةٌ ناسكٌ فقيهٌ، أخرجَ له أبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه.
          قوله: (إِنَّ لِلْإِيمَانِ): هو بكسر همزةِ (إِنَّ) على الحكاية، وليست مفتوحةً.
          قوله: (فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ وَحُدُودًا وَسُنَنًا): (الفرائضُ): ما فرض الله ╡، و(الشَّرائعُ): كالتوجُّهِ إلى القبلة، وصفات الصلاة، وعدد شهر رمضان، وعدد جَلْد القاذف، وعدد الطلاق... إلى غير ذلك، و(السُّنَن): ما أَمر به الشارعُ مِن فضائل الأعمال، فمتى أتى الشَّخص بالفرائض والسُّنن وعَرَفَ الشَّرائع؛ فهو مؤمنٌ كاملٌ، قاله ابن المُرابط، نقلَه شيخُنا الشَّارح.
          وقوله: (وَحُدُودًا): هو جمعُ (حَدٍّ)؛ وهو المنعُ؛ أي: ممنوعات الإيمان، وهذا هو الظاهر؛ لعطفه (الحدود) على ما هو معطوف على (فَرَائِضَ)، وتُستعملُ الحدودُ بمعنى: التفصيلات؛ أي: تفصيلات الإيمان، وكذا بمعنى: الشُّروط؛ أي: شروط الإيمان، وبمعنى: الطَّاعات، وبمعنى: الأوامر، وكلُّ ذلك قد يُقال في قوله: (وحدودًا)، والأوَّلُ أظهرُ، والله أعلم، قُلتُه ولم أَرَهُ لِأَحدٍ.
          قوله: (مُعَاذٌ): هو معاذُ بنُ جَبَلٍ ☺، مشهورُ الترجمةِ.
          قوله: (اجْلِسْ بِنَا): قال ابنُ شيخِنا البلقينيِّ: (قال ذلك للأسود بن هلال)، انتهى، والأسودُ هذا تابعيٌّ على الصحيح، وقيل: صحابيٌّ، وهو الأسودُ بن هلالٍ المحاربيُّ، أبو سلَّام _بالتشديد_ الكوفيُّ، أدرك الجاهليَّة، ورَوى عن عمر، ومعاذ، وثعلبة بن زهدم، وابن مسعود، وعنه: إبراهيم، وأبو حَصِين _بفتح الحاء، وكسر الصاد المهملتين_، وأشعث(3) بن أبي الشَّعثاء، وآخرون، وثَّقه ابنُ معين، مات سنة ░84هـ▒، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ.
          قوله: (حَتَّى يَدَعَ مَا حَاكَ): هو بالحاء المهملة، وفي آخره كافٌ مخفَّفة، وهو ما وقع في الخَلَد، ولا ينشرحُ(4) له الصدر، وخيف فيه الإثم، قال ابن قُرقُول: (وقال / بعضُهم: صوابُه: «حَكَّ»)، قال ابن قُرقُول: (ولم يقُل شيئًا؛ لأنَّ العربَ تقول: حاكَ يحيك، وحَكَّ يحُكُّ، واحتكَّ، وأحاك؛ لغة؛ إذا تحرَّك) انتهى.


[1] في (ب): (في).
[2] (التي): مثبت من (ج).
[3] في (ب): (وأشعب).
[4] في (ب): (يشرح).