التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا يدخل المدينة رعب المسيح

          7126- قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بكسر المُوَحَّدة، وإسكان الشين المُعْجَمَة، و(مِسْعَرٌ): هو ابنُ كدام.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْتُ البَصْرَةَ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم): هكذا في أصلنا، وعليه علامة راويه الذي زاده في «البُخاريِّ»، وهو في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، وعليه (لا... إلى)، و(ابن إسحاق): هو مُحَمَّد بن إسحاق بن يسار، الإمام في المغازي، تَقَدَّمَ مترجمًا [خ¦663]، وقد ذكره المِزِّيُّ في «أطرافه»؛ أعني: تعليق ابن إسحاق... إلى آخره، ثمَّ قال: (حديث ابن إسحاق هذا في رواية أبي أحمد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يوسف بن مكِّيٍّ الجُرْجانيِّ، عن الفِرَبْريِّ، عن البُخاريِّ، ولم يذكره خلف ولا أبو مسعود)، انتهى.
          ولم يُخَرِّج تعليقَ ابن إسحاق أحدٌ من أصحاب الكُتُب السِّتَّة سوى البُخاريِّ، قال بعض حُفَّاظ العَصْرِ ما لفظه: (قلتُ: وصل الطَّبَرانيُّ في «الأوسط» طريق(1) ابن إسحاق هذه)، انتهى.
          وأمَّا حديث سعد بن إبراهيم بن عبد الرَّحْمَن بن عوف _هذا الذي نحن فيه_؛ فقد أخرجه البُخاريُّ هنا بهذا السند الذي ذكره: عليُّ بن عبد الله، عن مُحَمَّد بن بِشْر، عن مِسْعَر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه به، وأخرجه في (الحجِّ) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرَّحْمَن ابن عوف، عن أبيه، عن جدِّه به [خ¦1879]، فقد انفرد به البُخاريُّ، والله أعلم.
          وإنَّما أتى بهذا التعليق _على تقدير ثبوته هنا_؛ لأنَّ في السند الأوَّل إبراهيمُ عن أبي بكرة بالعنعنة، وهنا صَرَّحَ باللُّقِيِّ والسماع، وإن كان إبراهيمُ ليس مُدَلِّسًا، ولكن ليخرج من الخلاف، ومحافظةً على شرطه. /


[1] في (أ): (طرق)، ولعلَّ المُثْبَت هو الصَّواب.