التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين

          6880- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين الحافظ، و(شَيْبَانُ) بعدَه: هو شيبانُ ابنُ عبد الرَّحْمَن النَّحْويُّ، منسوبٌ إلى القبيلة، لا إلى صناعة النَّحْو، تَقَدَّمَ مِرارًا، وتَقَدَّمَ كلام ابن أبي داود وغيرِه: (أنَّ المنسوب إلى القبيلة: يزيدُ بن أبي سعيد النَّحْويُّ، لا شيبان هذا)، انتهى [خ¦112]، و(يَحْيَى) بعدَه: هو ابنُ أبي كَثِيرٍ، و(أَبُو سَلَمَةَ): عبدُ الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحْمَن بن عوف أحد الفقهاء السبعة، على قول الأكثر، و(أَبُو هُرَيْرَةَ): عبدُ الرَّحْمَن بن صخر، على الأصَحِّ من نحو ثلاثين قولًا، تَقَدَّمَ مِرارًا.
          قوله: (أَنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا): هذا (الرجلُ) الذي قتله خُزاعة عام الفتح تَقَدَّمَ الكلامُ عليه في (كتاب العلم) في (باب كتابة العلم) [خ¦112]، وفي (الفتحِ(1)) أيضًا [خ¦64/46-6198].
          قوله: (وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ): هذا أبو عَمرو الغُدَانيُّ البصريُّ، عن شعبة، وعكرمة، وحرب ابن شدَّاد، وخلق، وعنه: البُخاريُّ، وأبو بكر الأثرم، وأبو حاتم، وعثمان الدَّارميُّ، وأبو مسلم الكَجِّيُّ، وخلائقُ، قال الفلَّاسُ: صدوقٌ كثيرُ الغلط والتَّصحيف، ليس بحُجَّة، وقال أبو حاتم: ثقةٌ رِضًا، وقال ابنُ المَدينيِّ: اجتمع أهلُ البصرة على عدالة رجلين؛ أبي عمر الحوضيِّ، وعبد الله ابن رجاء، تُوُفِّيَ في سَلْخ ذي الحجَّة سنة تسعَ عشرةَ ومئتين، وقيل: في أوَّل سنة عشرين، أخرج له البُخاريُّ والنَّسائيُّ، له ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه، وقد تَقَدَّمَ [خ¦351]، لكن طال به العهد، وقد قَدَّمْتُ أنَّ البُخاريَّ إذا قال: (قال فلان)، وفلانٌ المسندُ إليه القولُ شيخُه_كهذا_؛ فإنَّه كـ (حَدَّثَنَا)، غيرَ أنَّ الغالبَ أنَّ أَخْذَهُ ذلك عنه في حال المذاكرة [خ¦3/7-116]، وإنَّما أتى بهذا؛ لأنَّ يحيى _هو ابنُ أبي كَثِير_ مُدَلِّسٌ، فأتى بهذا الثَّاني؛ لأنَّ فيه تصريحَ يحيى بالتحديث من أبي سلَمة، وفي الأوَّل عنعن، والله أعلم، و(حَرْبٌ): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه ابنُ شدَّاد، و(يَحْيَى): هو ابنُ أبي كَثِير.
          تنبيهٌ: مَن يُقال له: يحيى، ويَروي عن أبي سلمة عن أبي هريرة في الكُتُب السِّتَّة أو بعضها، هذا يحيى الذي ذكرناه، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ روى له بهذا السَّند البُخاريُّ والنَّسائيُّ.
          و(أَبُو سَلَمَةَ): تَقَدَّمَ أعلاه وقبلَه مِرارًا، وكذا (أَبُو هُرَيْرَةَ).
          قوله: (أَنَّهُ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ): تَقَدَّمَ أنَّها فُتِحَت في رمضان سنة ثمانٍ، وقد تَقَدَّمَ الاختلاف متى كان مِن شهر رمضان، وكان يوم الجمعة، والله أعلم [خ¦104].
          قوله: (رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ): تَقَدَّمَ الكلامُ على هذا (الرَّجل) في (كتاب العلم) [خ¦112] وفي (الفتح(2)) [خ¦64/46-6198])، وكذا (القَتِيل الذي لَهُم فِي الجَاهِلَيَّة).
          قوله: (إِنَّ اللهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الفِيلَ): كذا هو في أصلنا: (الفيل)، وقد قَدَّمْتُ أنَّ الفيلَ المحبوسَ عن مكَّةَ اسمُه محمود [خ¦112].
          قوله: (أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ): (أُحِلَّتْ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، وقد قَدَّمْتُ هذه (الساعة) كم كانت [خ¦104]، والله أعلم، وتَقَدَّمَ الكلام على (لَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا)، وعلى (وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا) [خ¦112]، وتَقَدَّمَ الكلام على (المُنْشِد)، وعلى (خَيْر النَّظَرَين)، وعلى (أَبِي شَاهٍ)، وعلى كتابة العلم، وأنَّ الإجماع انعقد بعد الاختلاف على الجواز، وعلى (الرَّجُل مِنْ قُرَيش) القائل: (إِلَّا الإِذْخِر)، وأنَّه العَبَّاس [خ¦112]، وهذا مشهور معروف، وقد وقع التَّصريح به في «الصَّحيح» [خ¦1349]، وقال بعضُ حفَّاظ مصر من المُعاصِرين بعد أن قال: إنَّه العَبَّاس: (وفي «مُصنَّف ابن أبي شيبة»: «فقام رجلٌ مِن قريشٍ يُقال له: أبو شاهٍ») انتهى، ولا أعرفُ أحدًا مِن قريشٍ يُقال له: (أبو شاه)، وإنَّما (أبو شاه) المذكور من أهل اليمن، والله أعلم، وعلى (الإِذْخِر) [خ¦112].
          قوله: (تَابَعَهُ(3) عُبَيْدُ اللهِ عَنْ شَيْبَانَ): الضميرُ في (تابعه) يعودُ على أبي نُعيم، و(عُبيدُ الله): هو ابنُ موسى العبسيُّ الكوفيُّ أبو مُحَمَّد، أحدُ الحُفَّاظ المشاهير، عن أبيه، وهشام بن عُروة، وإسماعيل ابن أبي خالد، والأعمش، وشيبان، ومِسْعَر، وخلْقٍ، وعنه: البُخاريُّ، وابن راهويه، وأبو بكر ابنُ أبي شيبةَ، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ، ومُحَمَّدُ بنُ يحيى الذُّهْليُّ، والدَّارميُّ، وخلْقٌ كثيرٌ، وَثَّقَهُ ابنُ مَعِين وغيره، انتهى، تُوُفِّيَ سنة ثلاثَ عشرةَ ومئتين في ذي القعدة، وكان مع تشيُّعه كاملًا في الزُّهد والعبادة والتَّألُّه، له ترجمة في «الميزان»، وقد تَقَدَّمَ، ولكن طال العهدُ به [خ¦62]، و(شيبان): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه ابن عبد الرَّحْمَن النَّحْويُّ، ومتابعةُ عُبَيد الله عن شيبان أخرجها مسلمٌ في (الحجِّ) عن إسحاقَ بنِ منصور عن عُبيد الله بن موسى به. /
          قوله: (فِي الفِيلِ): هو بالفاء، وهذا يُعرَف مِن ضبطي ذلك قُبَيلَهُ.
          قوله: (وَقَالَ(4) بَعْضُهُمْ: عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ: القَتْلَ): يعني: بالقاف، والمُثَنَّاة فوق، و(بعضُهُم): هو الإمامُ مُحَمَّد بن يحيى الذُّهْليُّ النَّيسابوريُّ، كذا في هامش أصلنا بخطِّ بعضِ علماء الحنفيَّةِ، والله أعلم، وكذا رأيتُ بعضَهم قاله، وكذا قاله بعضُ حُفَّاظ العَصْرِ، [ونسبه] في مكانٍ آخرَ _أعني: بعض حُفَّاظ العَصْرِ_ إلى الجَوزقيِّ في «المُتَّفِق» من طريق الذُّهْليِّ كذلك، انتهى.
          قوله: (وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ): تَقَدَّمَ قريبًا أنَّه ابنُ موسى، وقدَّمتُه مُترجَمًا، وكذا قبل هذا المكان.


[1] في (أ): (الحج)، ولعلَّ المثبت هو الصواب.
[2] في (أ): (الحج)، ولعلَّ المثبت هو الصواب.
[3] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق) بعد الإصلاح: (وتابعه).
[4] كذا في (أ) و(ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (قال)؛ بغير واو.