التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان

          قوله: (بَابُ مَنْ أَخَذَ حَقَّهُ، أَوِ اقْتَصَّ دُونَ السُّلْطَانِ): ذكر ابن المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثمَّ قال: (الحديثُ الأوَّل مطابق للترجمة، والثاني _ويعني بالحديث الثَّاني: حديث أنس ☺: «أنَّ رجلًا اطَّلع في بيت النَّبيِّ صلعم، فسدَّد إليه مشقصًا...»، الحديث، قال ابن المُنَيِّر:_ يَرِدُ عليه أن يُقال: المُومِئ بالمشقص هو النَّبيُّ صلعم، وهو الإمام الأعظم، فكيف يستدلُّ بهذا على أنَّ آحاد النَّاس لهم ذلك دون الإمام؟ ويمكنه الإجابة عن ذلك بأنَّ النَّبيَّ صلعم أُسوةُ غيره في حقوقه المُتعلِّقة به، ولو لم يكن هذا لآحادِ النَّاس، لَفعل فيه كما فعل في غيره من التَّحاكم إلى من دونه، كقضيَّته مع الذي أنكر حقًّا التمسه منه في المبايعة في فرس)، انتهى، وأوضحُ منه أن يقال: إنَّه ◙ لا فرق بينه وبين غيره في ذلك، ولو كان حكمُه مُخالِفًا لغيره؛ لَنَصَّ على الخصوصيَّة، فلمَّا سكت عنها، دلَّ على أنَّه كغيره في ذلك، والله أعلم.