التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: إذا أصاب قوم من رجل هل يعاقب أو يقتص منهم كلهم

          قوله: (بَابٌ: إِذَا أَصَابَ قَوْمٌ مِنْ رَجُلٍ؛ هَلْ يُعَاقَبُوا(1)...) إلى آخر الترجمة: ساق ابنُ المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثمَّ قال: (فترجم على القصاص من الجماعة بالواحد، وذكر في جملة الآثار القصاصَ مِن اللَّطمة والسَّوط، يعني: من المُنفَرِد، فيقال: ما وجهُ [تعلُّقِ] هذا الحديث بالترجمة؟ / والجواب: أنَّه استفاد مِن إجراء القصاص في هذه الصَّغائر المُحقَّرات، وأن لا يُقْنَعَ فيها بالأدب العامِّ(2): إجراؤه في الشُّركاء في الجناية، كالقتل وغيره؛ لأن نصِيبَ كلِّ واحد منهم سهمٌ عظيمٌ معدودٌ من الكبائر، فكيف لا نقتَصُّ منه وقد اقتصصنا في الصَّغائر؟! والله أعلم).
          قوله في التَّرجمة: (هل يُعاقَبوا): كذا في أصلنا، وفي الهامش نسخة: (يُعاقِب)، وكالنُّسخة هو في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، وما في الأصل القاهريِّ ليس على الجادَّة، ولو كان (يعاقبون)؛ لكان عليها، (ويُعاقَبوا) هو على لغةٍ، وهو حذف النُّون، حيث لا ناصبَ ولا جازمَ، مثل: لَا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا»، وأمَّا روايةُ (يُعاقِب)، فهي بكسر القاف، وهي ظاهرةٌ، وهي في بعضِ أصولنا الدِّمشقيَّة، ولم يذكر غيرها، كما قدَّمتُه، والله أعلم.
          قوله: (كُلِّهِمْ): هو مجرورٌ، وجرُّه معروفٌ.
          قوله: (وَقَالَ مُطَرِّفٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ): أمَّا (مُطَرِّف)، فهو اسم فاعل من (طرَّف) المُضعَّف، وهو مُطَرِّف بن طريف الحارثيُّ، وقيل: الخارفيُّ الكوفيُّ، أبو بكر، عن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، والشَّعْبيِّ، وحَبِيب بن أبي ثابت، وجماعةٍ، وعنه: السُّفيانان، وجَرِير بن عبد الحميد، وخلقٌ كثيرٌ، وَثَّقَهُ أحمد وأبو حاتم وغيرهما، قال الفلَّاس وغيره: مات سنة ░143هـ▒، وقيل غير ذلك، أخرج له الجماعة، و(الشَّعْبيُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عامر بن شَراحيل.
          قوله: (فِي رَجُلَيْنِ شَهِدَا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ سَرَقَ): هؤلاء الثَّلاثةُ لا أعرفُ أسماءَهم.
          قوله: (ثُمَّ جَاءَا بِآخَرَ): هذا (الآخَرُ) لا أعرفه أيضًا.
          قوله: (وَأُخِذَا بِدِيَةِ الأَوَّلِ): (أُخِذا): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ.


[1] كذا في (أ) و(ق)، وفي «اليونينيَّة» وهامش (ق): (يُعاقِب)، وينظر هامش «اليونينيَّة».
[2] كذا في مصدره، وعبارة (أ): (وأن لا تَضييعَ فيها، والأدب العام...).