التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب القصاص بين الرجال والنساء في الجراحات

          قوله: (يُقْتَلُ الرَّجُلُ بِالمَرْأَةِ): (يُقتَل): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(الرَّجل): مَرْفُوعٌ نائبٌ مَنَابَ الفاعل.
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ عُمَرَ) ☺: (يُذكَرُ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، وكأنَّ هذا الأثرَ لم يصحَّ عند البُخاريِّ على شرطه، فلهذا مرَّضه، قال شيخُنا: (وأثرُ عمرَ أخرجه ابنُ أبي شيبةَ بإسنادٍ صحيح: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عن مُغيرةَ، عن إبراهيمَ، عن شُريح قال: «أتاني عُروةُ البارقيُّ من عند عمر بن الخَطَّاب ☺: أنَّ جراحات الرِّجال والنِّساء» الحديث).
          قوله: (وَإِبْرَاهِيمُ): هو ابنُ يزيدَ النَّخَعيُّ، و(أَبُو الزِّنَادِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بالنُّون، وأنَّه عبد الله بن ذكوان.
          قوله: (وَجَرَحَتْ أُخْتُ الرُّبَيِّعِ إِنْسَانًا): كذا في أصلنا: (أخت الرُّبَيِّع)، وقد تَقَدَّمَ في (سورة المائدة) إنَّما هي الرُّبَيِّع _بضَمِّ الرَّاء، وفتح المُوَحَّدة، وكسر المُثَنَّاة تحت_ بنت النَّضْر، عمَّة أنس ابن مالك، تَقَدَّمَت [خ¦2809] [خ¦4611]، وقد تَقَدَّمَ الكلام على رواية: (كَسَرتْ ثنيَّة جارية)، وعلى الذي هنا: (جرحت إنسانًا(1))، وقال ابنُ شيخنا البُلْقينيِّ هنا: (قال البيهقيُّ: / «ظاهر الخبرين يدلُّ على كونهما قضيَّتَين، وإلَّا، فثابتٌ أحفظُ»، يشير بذلك إلى أنَّ رواية ثابت عن أنس: «أنَّ أخت الرُّبَيِّع جرحت إنسانًا»، ورواية حُمَيد عن أنس: «أنَّ الرُّبَيِّع بنت النَّضْر كسرت ثنيَّة جارية»، وعكس هذا النَّوويُّ، فقال: «إنَّ العلماء قالوا: المعروف في الروايات روايةُ البُخاريِّ، قال: ويَحتمل أنَّهما قضيَّتان»، فعلى كلِّ تقديرٍ كونُهما قضيَّتين؛ يحتاجُ إلى بيانِ المُبهَم، وهي أُخت الرُّبَيِّع، ووقع في «السُّنَن الكبير» للبيهقيِّ في «أبواب الجنايات» أَنْ ذكر التعليق المذكور، ثمَّ قال: «أمَّا حديث الرُّبَيِّع، فأخبرنا به أبو مُحَمَّد [بن](2) يوسفُ، فساقه إلى حَمَّاد [عن ثابت] عن أنس، ثمَّ قال: وخالفه حُمَيد عن أنس، فقال: لطمت الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ جاريةً، فكسرت ثنيَّتها، وثابتٌ أحفظُ، ويَحتمل أنَّهما قضيَّتان، وهو الأظهر»، انتهى، قال ابنُ شيخنا: وهذا مُتعقَّبٌ، فإنَّ القصَّة التي فيها مخالفةُ حُمَيد لثابتٍ إنَّما هي في الرُّبَيِّع بنت النَّضْر عمَّة أنس بن مالك، لا في الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ ابن عفراء، وقد ذكر ذلك البيهقيُّ في جماع «أبواب القصاص فيما دون النَّفس» على الصَّواب، فنسب القصَّة الأولى إلى مسلم، وهي التي فيها جراحة أختِ الرُّبَيِّع، ونسب الثَّانية إلى البُخاريِّ التي فيها كسر السِّنِّ أيضًا كذلك في الرُّبَيِّع بنت النَّضْر، وقال ما تَقَدَّمَ عنه من احتمال الاختلاف والتَّرجيح؛ فلْيُتأمَّل، فإنَّه موضعٌ مُهمٌّ)، انتهى.
          وقال بعضُ حُفَّاظ العَصْرِ: (كونُها أُختُ الرُّبَيِّع هذه رواية حَمَّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس، والمحفوظُ قصَّةُ الرُّبَيِّع، لكنَّ الخبر يَحتملُ التَّعدُّد؛ لأنَّ هذه جرحت، وتلك كسرت)، انتهى.


[1] في (أ): (إنسا)، وهو تحريفٌ.
[2] (بن): سقط من (أ)، وأثبت من مصدره، وهو أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه الأردستاني، انظر «سير أعلام النبلاء» ░33/227▒.