التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: العجماء جبار

          ░29▒ قوله: (وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانُوا لاَ يُضَمِّنُونَ مِنَ النَّفْحَةِ) هي بحاءٍ مهملةٍ، يُقال: نفحتِ الدَّابَّة برجلها أي: رفستْ ودفعتْ بها، والفرق بينه وبين الردِّ حيث ضمَّنوا ثباته لا تمكُّنه ليحفظ مِن النَّفح.
          وهذا الأثر أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيعٍ قال: حدَّثنا سفيان بن (1) عاصم عنه.
          قوله: (وَقَالَ حَمَّادٌ: لاَ تُضْمَنُ النَّفْحَةُ إِلَّا أَنْ يَنْخُسَ إِنْسَانٌ الدَّابَّةَ) (يَنْخَسَ) _بالخاء المعجمة وهي تُضمُّ وتُفتح وتُكسر والضَّمُّ أعلى اللُّغات_ مِن النَّخس وهو غرز مؤخَّر الدَّابَّة أو خنسها بعودٍ ونحوه.
          وهذا الأثر عن حمَّادٍ أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا عن غندرٍ عن شعبة قال: سألت الحكم وحمَّادًا عن رجلٍ واقفٌ عَلى دابَّةٍ فضربتْ برجلها، فقال حمَّادٌ: لا يضمن، وقال الحكم: يضمن.
          قوله: (شُرَيْحٌ: لاَ تُضْمَنُ مَا عَاقَبَتْ، إِلَّا أَنْ يَضْرِبَهَا فَتَضْرِبَ بِرِجْلِهَا) وهذا الأثر أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا عن أبي خالدٍ عن الأشْعث عن ابن سيرين عنه.
          قوله: (وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِذَا سَاقَ دَابَّةً فَأَتْعَبَهَا، فَهُوَ ضَامِنٌ لِمَا أَصَابَتْ، وَإِنْ خَلْفَهَا مُتَرَسِّلًا لَمْ يَضْمَنْ). هذا الأثر أخرجه أيضًا عن هشيمٍ عن إسماعيل بن سالمٍ عنه به، قال: وحدَّثنا أبو خالدٍ الأحمر عن أشعث عنه بلفظ صاحب الدَّابَّة ضامنٌ لما أَصابت الدَّابَّة بيدها أو برجلها حتَّى يترك عنها الدَّفع والحركة.


[1] في الأصل:((عن)).