التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب من استعان عبدًا أو صبيًا

          ░27▒ (بَابُ مَنِ اسْتَعَارَ عَبْدًا أَوْ صَبِيًّا)
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ) _بفتحاتٍ_ هي هند بنت أبي أميَّة حُذيفة بن المغيرة المخزوميةُّ، أمُّ المؤمنين، آخر أمَّهات المؤمنين موتًا، ماتت في إمرة يزيد. وقال الواقديُّ: ماتت سنة تسعٍ وخمسين وعن «تنقيح» ابْن الجوزيِّ أنَّها دُفنت بالبقيع.
          قوله: (إِنَّها بَعَثَتْ إِلَى مُعَلِّمِ الكُتَّابِ: ابْعَثْ إِلَيَّ غِلْمَانًا يَنْفُشُونَ صُوفًا، وَلاَ تَبْعَثْ إِلَيَّ حُرًّا) لعلَّ غرضها مِن منع بعث الحرِّ التزام الأجْر وإيصال العِوض لأنَّه على تقدير هلاكه في ذلك العمل لا يضمنه بخلاف العبد فإنَّ الضَّمان عليها إنْ هلك به. وذكر الكِرْمَانيُّ وقال غيره: لعلَّها اختارت العبيد لعلمها أنَّ سادتهم أباحوا منافعهم لها في المحقِّرات، أو لأنَّها كانت تعرفهم فتستحلُّ منهم. والنَّفْش: النَّدْف، و(يَنْفُشُونَ) _بضمِّ الفاء_. قال الجوهريُّ: نفشتُ الصُّوف والقطن نفشته نفشًا، ونفشت الإبل والغَنم نفوشًا: رعتْ ليلًا، ومنه قوله تعالى: {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ}[الأنبياء:78] وهذا التَّعليق عن أمِّ سلمة أخرجه وكيعٌ عن معمرٍ عن سفيان عن ابْن المنكدر عنها، ولم يسمع منها.