التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمنى

          ░8▒ (بَاب وَضْعِ الْيَدِ الْيُمْنَى تَحْتَ الْخَدِّ الْأَيْمَنِ)
          قوله:(حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ) هو الوضَّاح بن عبد الله، مولى يزيد بن عطاء اليَشكري.
          قوله: (كَانَ النَّبِيُّ صلعم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِن اللَّيْلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا فِإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) فإن قلت: ترجمة الباب مقيَّدة باليد اليُمنى والخدِّ الأيمن فمِن أين يُستفاد ذلك مِن الحديث؟ قلت: إمَّا مِن حديث صرَّح فيه بذلك لكنَّه ليس على شرطه فأشار إليه في ترجمته، وإمَّا ممَّا ثبت أنَّه كان يحبُّ التَّيامن في شأنه كلِّه أو مِن قوله / في الباب بعده: ((كان إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن))، فإنَّ الأيسر وضعه مِن اليدين تحت الخدِّ والحالة هذه هي اليد اليمنى ومِن الخدَّين هو الأيمن، ولعلَّ الشَّارع صلعم فعل ذلك تذلُّلًا واستشعارًا لحالة الموت، وتمثيله بنفسه لتتأسَّى به أمَّته في ذلك ولا يأمنوا هجوم الموت عليهم في حال نومهم، وليكونوا على أُهبةٍ مِن مفاجأته فيتأهَّبوا له في يقظتهم وجميع أحوالهم، أَلَا ترى قوله عند ذلك: (أَمُوتُ وَأَحْيَا) إلى آخره.