التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب لبس القسي

          ░28▒ (بابُ لُبْسِ القَسِّيِّ)
          هو بفتح القاف وتشديد السِّين المهملة نسبةً إلى القَسِّيِّ _بفتح القاف_ بلدة، وبعضهم بكسر القاف وتخفيف السين، قال الخطَّابي: وهو غلط. وقيل: أصله «القزِّي» _بالزِّاي_ مِن «القز» الذي هو / غليظ الإبْريسم ورديئه، فأُبدلت الزَّاي سينًا، وهو ثياب كتَّان مخطوط بحرير.
          قوله: (وَقَالَ عَاصِمٌ) هو ابن كُليب الجَرْمِي _بالجيم والرَّاء_ مات سنة سبع وثلاثين ومائة، في أوَّل خلافة أبي جعفر انْفرد به مسلم، وعلَّق له البخاري كما تَرى، وروى له في رَفع اليدين وفي الأدب.
          قال: أبو داود كان أفضل أهل الكوفة. وقال: شَريك كان مرجئًا. وتعليق عاصم وصله أبو عبيد في «غريبه» وبيَّن أنَّه عاصم بن كليب كما ذكرناه.
          قوله: (عَنْ أَبِي بُرْدَةَ) _بضمِّ الموحدة_ هو ابن أبي موسى الأشعري واسمه _فيما قال أكثرهم_ عامر، وقال: ابن معين اسمه حارث. وقيل: اسمُه كنيتُه، كان قاضي الكوفة.
          قوله: (قُلْتُ لِعَلِيٍّ): هو ابن أبي طالب أمير المؤمنين (مَا القَسِّيَّةُ؟ قَالَ: ثِيَابٌ أَتَتْنَا مِنَ الشَّأْمِ، أَوْ مِنْ مِصْرَ، مُضَلَّعَةٌ فِيهَا حَرِير) أي مخطَّطة مخطوطة (1) غليظة كالضِّلع أي معوجَّة (فِيهَا أَمْثَالُ الأُتْرُنْجِ) كذا قال. والصَّحيح أنَّه يُؤتى بها في (2) مصر مِن قرية على ساحل البحر قريبة مِن تنيس يُقال لها القَسُّ كما قدَّمناه، قال: في «الصَّحاح» قال أبو عبيدة: وقد رأيتها ولم يَعْرِفها الأَصْمعي. قال: وأصحاب الحديث يكسرون القاف، وأهل مِصر يفتحونها. و(الأترجُّ) _بتشديد الجيم_ والترنجِ _بتخفيفها_ بمعنى واحد.
          قوله: (وَالمِيثَرُ) _بكسر الميم بعدها همزة وبمثناة مِن تحت ساكنة وثاء مثلثة_ مِن الوَثارة وهي اللِّين وهو شيء (كَانَتِ النِّسَاءُ تَصْنَعُهُ لِبُعُولَتِهِنَّ، مِثْلَ القَطَائِفِ) جمع قطيفة وهي الكِساء (يُصَفُّونَهَا) أي يجعلونها صُفة السُّروج، أي يوطِّئون بها السُّرج مِن قولهم فراشٌ وثيرٌ إذا كان وطيئًا لينًا، ويُروى: <يصرفها> (3) مِن الصفرة، والأُولى عن الهروي: <ويُصفَّر بها> هي مَا في أصل غيره.
          قوله: (وَقَالَ جَرِيرٌ: عَنْ يَزِيدَ) هو جرير بن حازم المذكور آنفًا، و(يَزِيدَ) هو ابْن رُومان _بضم الراء وإسكان الواو وبالميم والنون_ مولى آل الزُّبير بن العوَّام. كذا قال الكِرْمَاني: وقال ابن الملقن: إنَّه بُريد _بضم الموحدة_ ابن عبد الله ابن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، كذا ضبطه الدِّمياطي بخطِّه على الحاشية، وأمِّا المزِّي فذكره في «التَّهذيب» في (4) حرف المثناة مِن تحت .
          قوله: (وَقَالَ: إنَّه يَزِيدَ) (5) _بالزاي_ ابن أبي زياد القُرشي الهاشمي وقال: إنَّ البخاري روى له في هذا الباب معلَّقًا، فذكره وأنَّه روى له في رفع اليدين والأدب، وروى له مسلمٌ مقرونًا بغيره، وأن أحمد وابن معين في جماعة ضعَّفوه، / وأنَّ العِجْلي قال: هو جائز الحديث.
          قوله: (وَالمِيثَرَةُ: جُلُودُ السِّبَاعِ) إنَّما نهى عنها إمَّا لأنَّها كانت مِن الحرير، وإمَّا أن يكون لما فيها مِن الإسراف، وإمَّا لأنَّها مِن زيِّ المُترفين، وكان كبار العَجم يستعملونها.
          قال النَّووي: وتفسيره الميثرة بجلود السِّباع قول باطل يخالف المشهور (6) الذي عليه أهل الحديث.


[1] كذلك في الأصل، ولعل الصواب:((بخطوطٍ)).
[2] كذلك في الأصل، ولعل الصواب:((من)).
[3] كذلك في الأصل، ولعل الصواب:((يُصفِّرنها)).
[4] في الأصل:((من)).
[5] كذا في الأصل.
[6] في الأصل:((يخالف للمشهور)).