تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب من ملك من العرب رقيقًا فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية

          ░13▒ (بَابُ مَنْ مَلَكَ مِنَ العَرَبِ رَقِيقًا، فَوَهَبَ وَبَاعَ وَجَامَعَ وَفَدَى) أي الرقيق (وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ) عطف على مَلَكَ.
          و(العَرَبِ) الجيل المعروف من الناس، سواء أقام بالبادية أم بالمدن. والأعراب: سكان البادية، قاله ابن الأثير. (والذُّرِّيَّةَ) نسل الثقلين يُقال: ذرأ الله الخلق أي خلقهم، لكن تُرك همزها.
          (وَقَوْلِهِ تَعَالى) بالجرِّ عطف على مَن مَلَك. ({ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا عَبْدًا} [النحل:75]) هو بدل من (مَثَلًا) وفي نسخة بدلَ ما ذُكِر: <وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {عَبْدًا مَمْلُوكًا}> ميَّز به العبد من الحرِّ لأنَّ اسم العبد يقع عليهما جميعًا لأنَّهما من عباد الله ({لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ}) خرج به المكاتب والمأذون له (وَمَنْ) نكرة موصوفة أي حُرًّا ({هَلْ يَسْتَوُونَ} [النحل:75]) أي العبيد العجزة والحرُّ المتصرف؟ لا، وما ذكر مثلٌ ضربه الله للكافر والمؤمن، فالعبد المذكور مَثَل للكافر، والمرزوق الرزق الحسن مَثَل للمؤمن، أو الأول مثَل للوثن، والثاني: للحق تعالى. ووجه مطابقة الآية للترجمة: شمول العبد للعربي(1) والعجمي.


[1] في (د): ((للمولى)).