التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون}

          قوله: (وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻): كذا في أصلنا: (منصور بن النعمان)، وكذا كان في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، ثُمَّ ضَرَب عليها المِزِّيُّ بخطِّه، وكتب بخطِّه: (المعتمر)، وصحَّحَ عليه، وفي هامش أصلنا القاهريِّ: (صوابه: منصور بن المعتمر، وفي حاشية أصل أبي ذرٍّ: منصور بن النعمان، وكذا في أصل الأصيليِّ، وفي أصل ابن عساكر)، انتهى، وكذا عزاه شيخُنا في «شرحه» حين ذكره، فقال: (منصور بن النعمان)، ولم يذكر فيه خلافًا، ولمَّا خرجه؛ قال: (أخرجه أبو جعفر)، والظاهر أنَّ مرادَه بـ (أبي جعفر): مُحَمَّد بن جرير الطَّبَريُّ في «تفسيره»، قال: (عن ابن قُهزاذ عن أبي عوانة عنه)؛ يعني: عن منصور به، والله أعلم، و(منصور بن النعمان) هذا: يشكريٌّ، كنيته أبو حفص، بصريٌّ، نزل مروَ، ثُمَّ بُخارى، عن أبي مِجْلَز لاحقِ بن حُمَيدٍ وعكرمة، وعنه: ابن المبارك، وعبد العزيز بن أبي رِزْمة، وأبو أحمد الزبيريُّ، وجماعةٌ، ذكره ابن حِبَّانَ في «الثقات»، روى له البُخاريُّ تعليقًا، له ترجمةٌ في «الميزان».
          قوله: ({أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ}): {أَنَّهُ}: بفتح الهمزة من {أَنَّهُ}، والتلاوة: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ}[هود:36](1).
          قوله: ({وَحِرمٌ}[الأنبياء:95] بِالحَبَشِيَّةِ: وَجَبَ): {وَحِرمٌ}: بكسر الحاء، وإسكان الراء، وهذه قراءة أبي بكر، وحمزة، والكسائيِّ، والباقون قرؤوا بفتحهما وألفٍ بعد الراء، ثُمَّ قوله: (بالحبشيَّة)؛ يعني: أنَّ الحبشيَّة وافقت العربيَّةَ أو عرَّبتها العربُ، وليس في القرآن شيءٌ بغير لغة العرب، وقوله: (وَجَبَ): فسَّر الاسمَ بفعلٍ، وكان من حقِّه تفسيرُه باسمٍ مثلِه، والله أعلم.


[1] هذه الفقرة جاءت في (أ) مستدركة متأخرة بعد قوله: ({وَحِرّمٌ} بِالحَبَشِيَّةِ...).