التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: وكل الله بالرحم ملكًا فيقول أي رب نطفة

          6595- قوله: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ): هو ابن زيد.
          تنبيه: قَدَّمْتُ فيما مضى غَيْرَ مَرَّةٍ أنَّه إذا أُطلِقَ في الإسناد (حَمَّادٌ) من غير أن يُنسَب؛ هل هو ابن زيد أو ابن سلمة، وأنَّ ذلك يتميَّز عند أهل الحديث بحسب مَن أَطلق الروايةَ عنه، فإن كان الذي أطلق الروايةَ عنه سليمانُ بن حرب _كهذا الحديث الذي نحن فيه_ أو مُحَمَّدُ بن الفضل عَارمٌ؛ فالمراد حَمَّادُ بن زيد، قاله الذهليُّ مُحَمَّد بن يحيى، وكذا قاله ابن خلَّاد الرَّامَهُرْمُزِيُّ في «المحدِّث الفاصل»، والمِزِّيُّ في «التهذيب»، وإن كان الذي أطلقه موسى بن إسماعيل التَّبُوذَكيُّ؛ فمراده حَمَّاد بن سلمة، قاله الرَّامَهُرْمُزيُّ، إلَّا أنَّ ابن الجوزيِّ قال في «تلقيحه»: (إنَّ التَّبُوذَكيَّ ليس يروي إلَّا عن حَمَّاد بن سلمة خاصَّة)، وكذا إذا أطلقه عفَّانُ، روى الذُّهْليُّ عن عَفَّانَ قال: (إذا قلت لكم: «حدَّثنا حَمَّاد» ولم أنسبه؛ فهو ابن سلمة)، وقال الرَّامَهُرمُزيُّ: (إذا قال عَفَّانُ: «حدَّثنا حَمَّاد»؛ أمكن أن يكونَ أحدَهما)، كذا قال، وهو ممكنٌ لولا ما حكاه الذُّهْليُّ عن عَفَّانَ، فزال أحدُ الاحتمالين، وكذا اقتصر المِزِّيُّ في «تهذيبه» على أنَّ المرادَ ابنُ سلمة، وهو الصواب، وإن كان ابنُ الصلاح حكى القولين، وكذا إذا أطلق ذلك حجَّاج بن منهال؛ فالمراد ابن سلمة، قاله الذهليُّ، والرَّامَهُرمُزيُّ، والمِزِّيُّ، وكذا إذا أطلقه هُدْبَة بن خالد؛ فالمراد ابن سلمة، قاله المزِّيُّ في «تهذيبه»، والله أعلم [خ¦142].
          وقد تَقَدَّمَ مَرَّاتٍ أنَّ حَمَّاد بن زيد أخرج له البُخاريُّ وغيرُه [خ¦105]، وأنَّ ابنَ سلمة عَلَّقَ له البُخاريُّ، ولم يخرِّج له في الأصول، وأخرج له مسلمٌ والأربعة [خ¦1047]، والله أعلم.
          قوله: (أَيْ رَبِّ؛ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ؛ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ؛ مُضْغَةٌ): الثلاث في أصلنا مرفوعاتٌ منوَّناتٌ، وهنَّ أخبارُ مبتدآتٍ محذوفاتٍ؛ أي: هذه كذا، وهذه كذا، وهذه كذا، ولو نُصِبت؛ لكان له وجهٌ، وهو أن تكون مفعولاتٍ بأفعالٍ مقدَّرة؛ نحو: اجعلها، وشبهه، و(المضغة(1)): قطعة لحمٍ بقدر ما يُمضَغ في الفم، وقد تَقَدَّمَ أعلاه.
          قوله: (فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ): (يُكتَب): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ. /


[1] في (أ): (والمضعفة).