التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: العمل بالخواتيم

          قوله: (بَابٌ: العَمَلُ بِالخَوَاتِيمِ): تَقَدَّمَ في (كتاب الرقاق): (باب الأعمال بالخواتيم وما يُخَاف منها) [خ¦82/5-9813]، وهنا: (العمل)؛ بالإفراد من غير زيادةٍ عليها.
          واعلم أنَّه حكم الله في عباده في الخير والشرِّ، فيغفر الكفرَ وأعمالَهُ بكلمةِ الحقِّ يقولها العبدُ عند الموت قبل المعاينة لملائكة العذاب، وكذلك يحبط عمل المؤمن إذا خُتِم له بالكفر، ثُمَّ هذا الحكمُ موجودٌ في الشرع؛ كقوله: «مَن أدرك ركعةً من الصلاة؛ فقد أدرك الصلاةَ» [خ¦580]، وقوله: «مَن أدرك ركعةً من الصبح»، وكذا «من العَصْر»؛ فجُعل مدرِكًا لفضل الوقت بإدراك الخاتمة وإن كان لم يدرِك منه إلَّا أقلَّه، وكذلك مَن أدرك جزءًا من ليلة عرفة _وهي ليلة النحر_ قبل الفجر فوقف بها؛ أدركَ الحجَّ، وتمَّ له ما فاته من مقدِّماته، كما عهد الذي لم يعمل خيرًا قطُّ أن يُحرَق ويُذرى، فكانت خاتمة سوء عمله خشيةً أدركته تلافاه الله بها، فغفر له سوءَ عمله طولَ عمره، هذا فعلُ مَن لا تضرُّه الذنوبُ، ولا تنفعه العبادةُ، وإنَّما تنفع وتضرُّ المكتسبَ لها، الدائمَ عليها إلى أن يموت.