التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: شدة الحر من فيح جهنم

          535- قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح المُوَحَّدة، وبالشين المعجمة، وأنَّه بُندارٌ، وليس في «البخاريِّ» و«مسلمٍ» و«المُوطَّأ» ابن بشَّار سواه.
          قوله: (حَدَّثَنَا غُنْدَُرٌ): تقدَّم ضبطُه، وأنَّه بضمِّ الغين المعجمة، ثمَّ نون ساكنة، ثمَّ دال مهملة مضمومة ومفتوحة، وأنَّه مُحَمَّد بن جعفر، وتقدَّم بعضُ ترجمتِه [خ¦87].
          قوله: (عَنْ أَبِي ذَرٍّ): تقدَّم أنَّه جُندَُب بن جنادة، و(جُندَُب): بضمِّ الدَّال وفتحها، وقيل: اسمه بُرَير _وتقدَّم ضبط (بُرَيْر)_ ابن جندَُب، وقيل: اسمه جندَُب بن عبد الله، وقيل: جندَُب بن السَّكن، والمشهور الأوَّل، وقد قدَّمتُ نسبَه إلى عدنان، وسيأتي أيضًا في قصَّة أبي ذرٍّ في (المناقب) [خ¦61/11-5362]، وتقدَّم الكلام أنَّ أمَّه رَمْلةُ بنت(1) الوقيعة أسلمت، وهي صحابيَّة [خ¦30]، وأبو ذرٍّ صحابيٌّ جليلٌ، من السَّابقين الأوَّلين إلى الإسلام، وزاهدٌ كبيرٌ، ☺.
          قوله: (أَذَّنَ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلعم): قال شيخنا الشَّارح: (في بعض طرقه: أنَّه بلال، أخرجه أبو عوانة [خ¦1017]، وفي أخرى: «فأراد أن يؤذِّن، فقال: «مَه؛ يا بلال» [خ¦1019]).
          قوله: (أَبْرِدْ أَبْرِدْ): هو بقطع الهمزة فيهما، وكسر الرَّاء، وبالدَّال المهملة الساكنة، على الأمر، تقدَّم أنَّه رُباعيٌّ [خ¦534]، وكذا (فَأَبْرِدُوا)، وكذا (فَأَبْرِدُوا) [خ¦536] بعده.
          قوله: (مِنْ فَيْحِ): تقدَّم الكلام عليها أعلاه.
          قوله: (فَيْءَ التُّلُولِ): (الفيء) بالهمز في آخره: وهو ما بعد الزَّوال من الظِّلِّ، وإنَّما سُمِّي الظِّلُّ فيئًا؛ لرجوعه من جانبٍ إلى جانبٍ، قال ابن السِّكِّيت: (الظِّلُّ: ما نَسَخَتْه الشَّمس، والفيء: ما نَسخَ الشَّمسَ)، وحكى أبو عبيدة عن رؤبة: (كلُّ ما كانت عليه الشَّمس، فزالت عنه؛ فهو فيء وظِلٌّ، وما لم تكن عليه الشَّمسُ؛ فهو ظِلٌّ)، والجمع: أَفْياء وفُيُوء، [وقال ابن قتيبة في «أدب الكاتب»(2): (يذهبون _يعني: العوامُّ_ إلى أنَّ الظِّلَّ والفيءَ بمعنًى، وليس كذلك، بل الظلُّ يكون غُدْوَةً وعَشِيَّةً، ومن أوَّل النَّهار إلى آخره، ومعنى الظِّلِّ: الستر...) إلى أن قال: (وأمَّا(3) الفيء؛ فلا يكون إلَّا بعد الزَّوال، ولا يقال لِمَا قَبْل الزَّوال: فيءٌ، وإنَّما يُسمَّى بعد الزَّوال فيئًا؛ لأنَّه ظِلٌّ فَاءَ مِن جانبٍ إلى جانبٍ؛ أي: رَجَع، والفيء: الرُّجوع)، هذا كلامه، وهو نفيس، وقد ذكر غيرُه ما ليس بصحيح، والله أعلم](4).


[1] في (ج): (الكلام في أمِّه، وأنَّها).
[2] زيد في (أ) و(ب): (قال)، ولعلَّه تكرار.
[3] (أما): سقط من (ب).
[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).