التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل

          2333- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ): هو أنسُ بن عِياض، تقدَّم.
          قوله: (فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ): تقدَّم أنَّ (أوى) إذا كان لازمًا _كهذا_؛ يكون الأفصح فيه القصر، وإذا كان متعدِّيًا؛ يكون الأفصحَ فيه المدُّ، وهذه لغة القرآن [خ¦474]، والكلام على هذا الحديث من حيث غريبه تقدَّم في (البيوع) [خ¦2215]، وتقدَّم أنَّ (الغار) فتحٌ في الجبل، وهذا معروف [خ¦2272]، وكذا تقدَّم (يَفْرُِجُهَا)، وهي في أصلنا هنا: مضبوطة الراء بالكسر والضَّمِّ، وعليها (معًا)، وفي نسخة الدِّمياطيِّ بالكسر بالقلم، وسيجيء في (إجابة دعاء مَنْ برَّ والديه) في (الأدب): (يفرِّجها) [خ¦5974]؛ بكسر الراء بالقلم، وقد صُحِّح عليه في أصلنا، وكذا تقدَّم (يَتَضَاغَوْنَ)، وأنَّه بالضاد والغين المعجمتين؛ أي: يصيحون باكين، وكذا (فَافْرِجْ)، وهي هنا بكسر الراء، وعليها (صح)، وقد تقدَّم ما في ذلك، وكذا (فَرْجَةً)، وهي هنا في أصلنا بفتح الفاء بالقلم، وفي نسخة الدِّمياطيِّ بضمِّها، وفي «القاموس»: (الفرجة التي هي التفصِّي من الهمِّ، مثلَّثة الفاء)، وفي «الصِّحاح»: (الفَرجة _يعني: بالفتح_: التفصِّي من الهمِّ، والفُرجة؛ بالضَّمِّ: فُرجة الحائط وما أشبهه، يقال: بينهما فُرجة؛ أي: انفراج)، وقد تقدَّم الكلام عليها فيما مضى [خ¦2215].
          قوله: (فَبَغَيْتُ حَتَّى جَمَعْتُهَا): قال في «المطالع»: (أي: طلبت، كذا للسجزيِّ، وعند العذريِّ والسَّمرقنديِّ وابن ماهان: «فتعبت حتى جمعتها»، والأوَّل هو المعروف).
          قوله: (الْخَاتَمَ): تقدَّم بلغاته، وهو بفتح التَّاء وكسرها [خ¦65].
          قوله: (بِفَرَقِ آرُزٍّ): تقدَّم الكلام(1) على (الفَرَق) بلغتيه، وكم هو [خ¦250]، وأمَّا (الأرز)؛ ففيه ستُّ لغات، سأذكرها في حديث الغار بعد حديث أبرص وأقرع وأعمى في (الأنبياء) [خ¦3465]، وأذكر هناك جمعًا، فإنَّه وقع هنا: (أرز)، وهناك: (ذرة)، وقد قدَّمته أيضًا [خ¦2215].
          قوله: (قَالَ إِسْمَاعِيْلُ: وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ نَافِعٍ: «فَسَعَيْتُ»): وفي نسخة الدِّمياطيِّ: (وقال إسماعيل ابن عقبة عن نافع: فسعيت)، وكذا في أصلنا الدِّمشقيِّ، ثمَّ قال الدِّمياطيُّ: (هو إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، نُسِب إلى جدِّه، وإبراهيمُ أكبرُ من أخويه موسى ومُحَمَّد ابني عقبة)، وبخطِّ بعض الفضلاء حاشية هنا في قوله: (وقال إسماعيل ابن عقبة): (وهو الصَّواب؛ كذا قاله شيخُنا _يعني: الحافظ العراقيَّ_ قال: لأنَّ ابنَ عُيَينة لم يسمع نافعًا) انتهى، وصدق؛ لأنَّ هذا الحديث عند البخاريِّ في (الأدب) عن سعيدِ ابن أبي مريم، عن إسماعيلَ بن إبراهيم بن عقبة، عن نافعٍ، عنِ ابنِ عُمَرَ [خ¦5974]، وقد راجعتُ «أطرافَ المِزِّيِّ»؛ فلم أجد لابن عُيَينة روايةٌ عن نافعٍ عنِ ابنِ عُمَرَ في الكتب السِّتَّة، والله أعلم، وعلى ما في نسخة الدِّمياطيِّ شرحه شيخُنا، فإنَّه قال: (وقال إسماعيل ابن عقبة، عن نافع: «فسعيت»، قال الجَيَّانيُّ: ووقع في نسخة أبي ذرٍّ: «إسماعيل عن [ابن] عقبة»، وهو وَهم)، انتهى، والذي في أصلنا: (قال إسماعيل: وقال ابن عُيَينة) لا يصحُّ هذا الكلام على أنَّ المراد: إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، والله أعلم.


[1] (الكلام): مثبت من (ب).