التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان

          2021- قوله: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ): تقدَّم أنَّه التَّبُوذَكِيُّ الحافظ، وتقدَّم مُتَرجَمًا، والكلام على نسبته [خ¦63]، وكذا تقدَّم (وُهَيْبٌ): أنَّه ابنُ خالدٍ الباهِليُّ مولاهم، الكرابيسيُّ الحافظ، مُتَرجَمًا [خ¦84]، وكذا تقدَّم (أيُّوب): أنَّه ابن أبي تميمة السَّخْتِيَانيُّ، العالمُ المشهورُ.
          قوله: (فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى...) إلى آخره: التَّاسعة: هي ليلة إحدى وعشرين، و(سَابِعَةٍ تَبْقَى): ليلة ثلاثٍ وعشرين، و(خَامِسَةٍ تَبْقَى): ليلة خمسٍ وعشرين، قال شيخنا: (وإنَّما يصحُّ معناه وتوافق ليلة القدر وترًا من اللَّيالي على ما ذُكِر في الحديث؛ إذا كان الشَّهر ناقصًا، فأمَّا إذا كان تامًّا؛ فإنَّها لا تكون إلَّا في شفعٍ، فتكون التَّاسعة الباقية ليلةَ ثنتين وعشرين، والخامسة الباقية ليلة ستٍّ وعشرين، والسَّابعة الباقية ليلة أربعٍ وعشرين على ما ذكره البخاريُّ عن ابن عبَّاس، فلا تصادف واحدةٌ منهنَّ وترًا، وهذا دالٌّ على الانتقال من وترٍ إلى شفعٍ، وعكسه؛ لأنَّه ╕ لم يأمر أمَّته بالتماسها في كلِّ شهر كامل دون ناقص؛ بل أطلق طلبها في جميعها التي قد رتَّبها الله تعالى على التمام مرَّة، وعكسه؛ فثبت / انتقالُها في العشر الأواخر، قيل: وإنَّما خاطبهم بالنقص؛ لأنَّه ليس على تمام الشهر على يقين)، انتهى(1).
          [قوله: (تَابَعَهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ): (عبد الوهَّاب) هذا: هو ابن عبد المجيد بن الصَّلت الثَّقفيُّ، أبو مُحَمَّد الحافظ، تقدَّمَتْ ترجمتُه [خ¦456]، والضَّمير في (تابعه) يعود على وُهَيب، و(أيُّوب): هو ابن أبي تميمة السَّخْتِيَانيُّ، تقدَّم، يعني: ورواه أيُّوب عن عكرمة، ومتابعةُ عبدِ الوهَّاب ليست في شيءٍ من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، قال شيخُنا: (أخرجها البيهقيُّ).
          قوله: (وَعَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ): هذا هو خالد بن مِهران الحذَّاء، أبو المُنازِل، تقدَّم بعضُ ترجمتِه [خ¦75]، يعني: ورواه عبدُ الوهَّاب الثَّقفيُّ _الذي تقدَّم أعلاه_ عن خالدٍ، عن عكرمةَ.
          فإن قيل: لِمَ لم يجمعِ البخاريُّ بينهما، فيقول: تابعه عبد الوهَّاب عن أيُّوب وخالد، عن عكرمة؟
          وجوابه: أنَّ روايةَ خالدٍ، عن عكرمة عن ابن عبَّاس موقوفةٌ، بخلاف رواية أيُّوب الأولى، فإنَّها مرفوعة، وهذا ظاهرٌ لِمَن تأمَّله]
(2).


[1] (انتهى): ليس في (ب)، «التوضيح» ░13/601-602▒.
[2] ما بين معقوفين جاء في (ج) متأخِّرًا بعد قوله: (من أوَّل الشهر)، وعليه في (أ) علامة تقديم وتأخير، وهذا موافقٌ لرواية ابن عساكر، وفي «اليونينيَّة» و(ق) تقدَّم حديث عبد الله بن الأسود على قول عبد الوهَّاب.