التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: لا يدخل الدجال المدينة

          قوله: (بابٌ لَا يَدْخُلُ الدَّجَّالُ الْمَدِينَةَ): سيأتي في هذا الباب: «ليس مِن بلدٍ إلَّا سيطؤه الدَّجَّال إلَّا مكَّة والمدينة» [خ¦1881]، وكذا في «مسلم» أيضًا، وفي حديث فاطمة بنت قيس: (فلا أَدَعُ قريةً إلَّا هبطتُها في أربعين ليلة غير مكَّة وطيبة، هما مُحرَّمتان(1) عليَّ)، أخرجه مسلم، قال القرطبيُّ في «تذكرته»: (وذكر أبو جعفر الطَّبريُّ من حديث عبد الله بن عمرو: «إلَّا الكعبة وبيت المقدس»، زاد أبو جعفر الطَّحَاويُّ: «ومسجد الطُّور»، رواه من حديث جنادة بن أبي أميَّة عن بعض أصحاب النَّبيِّ صلعم، عن النَّبيِّ صلعم، وفي بعض الروايات: «فلا يبقى له موضع إلَّا ويأخذه غير مكَّة، والمدينة، وبيت المقدس، وجبل الطُّور، فإنَّ الملائكة تطرده عن هذه المواضع») انتهى، ثمَّ ذَكَر عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن سَمُرة بن جندب، عنه ╕ وذكر الدَّجَّال إلى أن قال: («وسيظهر على البلاد كلِّها إلَّا الحرم وبيت المقدس...»، الحديث)، انتهى، ورأيت أنا في «مسند أحمد» من حديث جنادة بن أبي أميَّة عن رجل من الأنصار...، فذكر حديثًا، وفيه: «يمكثُ في الأرض أربعين صباحًا، يبلغُ سلطانُه كلَّ مَنْهَلٍ، لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة، ومسجد الرَّسول، والمسجد الأقصى، والطُّور»، ثمَّ رأيته فيه بإسناد آخر عن جنادة، قال: ذهبت أنا ورجل من الأنصار إلى رجل من أصحاب رسول الله صلعم، فقال: حَدِّثْنَا حديثًا سمعتَه من رسول الله صلعم يَذكُر عن الدَّجَّال، فقال: خطَبنا رسولُ الله صلعم، فقال: «أُنْذِرُكُم الدَّجَّال...» إلى أن قال: «لا يقرب أربعة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطُّور، ومسجد الأقصى»، ثمَّ ذكر بإسناده إلى جنادة نحوه بإسناد آخر، ثمَّ آخر؛ كذلك، والله أعلم.


[1] في (ب): (محرمان).