التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة

          7239- قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ): هو ابنُ عبد الله ابن المَدينيِّ، الحافظ الجِهْبِذ، و(سُفْيَانُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابنُ عُيَيْنَة، و(عَمْرٌو): هو ابنُ دينار المَكِّيُّ الإمام، لا قهرمان آل الزُّبَير، هذا الثاني ليس له في «البُخاريِّ» و«مسلمٍ» شيءٌ، إنَّما روى له التِّرْمِذيُّ وابن ماجه، وقد ذكرتُ ذلك مرارًا [خ¦122]، و(عَطَاءٌ): هذا هو ابن أبي رَباح، أحد الأعلام، وهذا الحديثُ هنا مرسلٌ؛ لأنَّ عطاءَ بن أبي رَباح تابعيٌّ؛ فاعلمه، وقد وصله ابن جُرَيجٍ كما سيأتي.
          قوله: (قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَخَّرَ النَّبِيُّ صلعم): قائلُ (قال ابنُ جُرَيجٍ): هو سفيان بن عُيَيْنَة، فرواه عن عمرو _هو ابن دينار_ عن عطاءٍ مرسلًا، ورواه عن ابن جُرَيجٍ عن عطاء عن ابن عَبَّاس متَّصلًا، لكنَّه تعليقٌ، وقد تَقَدَّمَ أنَّ العبرة بالذي وصله على الصحيح من أربعة أقوالٍ [خ¦456].
          وقد أخرج تعليقَ ابن جُرَيجٍ هذا مسلمٌ في (الصَّلاة) عن مُحَمَّد بن رافع، عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن جُرَيجٍ قال: قلتُ لعطاءٍ: أيُّ حِينٍ أحبُّ إليك أن أصلِّيَ العِشَاء...؟، قال: سمعت ابنَ عَبَّاس يقول: أَعْتَمَ نبيُّ الله صلعم...؛ فذكره، وأخرجه النَّسائيُّ عن يوسف بن سعيد بن مسلم وإبراهيم بن الحسن؛ كلاهما عن حجَّاج بن مُحَمَّد، عن ابن جُرَيجٍ.
          قوله: (وَقَالَ عَمْرٌو: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، لَيْسَ فِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ): (عَمرٌو): هو ابنُ دينار، و(عطاءٌ): هو ابنُ أبي رباح؛ يعني: فرواه مرسلًا بحذف ابن عَبَّاس؛ كالأوَّل، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ المُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم): أمَّا (إبراهيمُ بنُ المنذر)؛ فهو ابن عبد الله بن المنذر بن المغيرة ابن عبد الله بن خالد بن حزام بن خُوَيلد بن أسَد الأسَديُّ الحِزاميُّ _بالزاي_ المدنيُّ، أبو إسحاق، من كبار العلماء والمحدِّثين بالمدينة، وجدُّهم خالد بن حزام أسلم قديمًا، وهاجر إلى الحبشة فلُدِغ، ونزلت فيه: {وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا} الآية[النساء:100]، ويُقال: نزلت في غيره، روى عنه: البُخاريُّ وابن ماجه، وقد قَدَّمْتُ الكلام عليه [خ¦455]، وقدَّمتُ أنَّ البُخاريَّ إذا قال: (قال فلانٌ)، وفلانٌ المسندُ إليه القولُ شيخُه كهذا؛ فإنَّه كـ(حَدَّثَنَا)، غير أنَّ الغالبَ أخْذُ ذلك عنه في حال المذاكرة، وأنَّ مثلَ هذا يرقم عليه المِزِّيُّ والذَّهَبيُّ: (خت)؛ يعنيان: تعليقًا [خ¦4] [خ¦142]، و(مَعْن): هو ابنُ عيسى القزَّاز، ثقةٌ، كثيرُ الحديث، ثبتٌ، تَقَدَّمَ، و(مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ): هو الطائفيُّ، عن عمرو بن دينار، وابن أبي نجيح، وعنه: ابن مهديٍّ، ويحيى بن يحيى، فيه لينٌ، وقد وُثِّقَ، عَلَّقَ له البُخاريُّ كما ترى على اصطلاح المِزِّيِّ والذَّهَبيِّ، وروى [له] مسلمٌ والأربعة، وتَقَدَّمَ ما قال فيه أبو مُحَمَّد ابن حزم الحافظ الظاهريُّ [خ¦2738]، و(عمرو) و(عَطَاء): تقدَّما أعلاه.