فتح الباري بشرح صحيح البخاري

كتاب الإجارة

          ░░37▒▒ قوله (كتاب الإجارة)
          (♫ في الإجارات)
          كذا في رواية المستملي وسقط للنسفي قوله <في الإجارات> وسقط للباقين <كتاب الإجارة> والإجارة بكسر أوله على المشهور وحكي ضمها وهي لغةً الإثابة يقال آجرته بالمد وغير المد إذا أثبته واصطلاحًا تمليك منفعة رقبة بعوض.
          ░1▒ قوله (باب استئجار الرجل الصالح وقول الله تعالى {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص:26] ) في رواية أبي ذر <وقال الله تعالى> وأشار بذلك إلى قصة موسى عليه السلام مع ابنة شعيب وقد روى ابن جرير من طريق شعيب الجبائي _بفتح الجيم والموحدة بعدها همزة مقصورًا_ أنه قال اسم المرأة التي تزوجها موسى صفورة واسم أختها ليا وكذا روي من طريق ابن إسحاق إلا أنه قال اسم أختها شرقا وقيل ليا.
          وذكر غيره أن اسمهما صفورا وعبرا وأنهما كانتا توأمًا وذكر ابن جرير اختلافًا في أن أباهما هل هو شعيب / النبي أو ابن أخيه أو آخر اسمه يثرون أو يثرى أقوال لم يرجح منها شيئًا وروى من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} قال قوي فيما ولي أمين على ما استودع وروى من طريق ابن عباس ومجاهد في آخرين أن أباها سألها عما رأت من قوته وأمانته فذكرت قوته في حال السقي وأمانته في غض طرفه عنها وقوله لها امشي خلفي ودليني على الطريق وهذا أخرجه البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب وزاد فيه فزوجه وأقام موسى معه يكفيه ويعمل له في رعاية غنمه.