فتح الباري بشرح صحيح البخاري

أبواب فضائل المدينة

          قوله: (♫)
          ░░29▒▒ (فضائل المدينة باب حرم المدينة) كذا لأبي ذر عن الحموي وسقط للباقين سوى قوله: <باب حرم المدينة > وفي رواية أبي علي الشبوي: ((باب ما جاء في حرم المدينة)) والمدينة اسم علم على البلدة المعروفة التي هاجر إليها النبي صلعم ودفن بها قال الله تعالى: {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ} [المنافقون:8] فإذا أطلقت تبادر إلى الفهم أنها المراد وإذا أريد غيرها بلفظ المدينة فلا بد من قيد فهي كالنجم للثريا وكان اسمها قبل ذلك يثرب قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ} [الأحزاب:13] ويثرب اسم لموضع منها سميت كلها به قيل: سميت بيثرب بن قانية من ولد إرم بن سام بن نوح لأنه أول من نزلها حكاه أبو عبيد البكري وقيل غير ذلك ثم سماها النبي صلعم طيبة وطابة كما سيأتي في باب مفرد وكان سكانها العماليق ثم نزلها طائفة من بني إسرائيل قيل: أرسلهم موسى عليه السلام كما أخرجه الزبير بن بكار في «أخبار المدينة» بسند ضعيف ثم نزلها الأوس والخزرج لما تفرق أهل سبأ بسبب سيل العرم وسيأتي إيضاح ذلك في كتاب المغازي إن شاء الله تعالى ثم ذكر المصنف هنا أربعة أحاديث: