مصابيح الجامع

{اقتربت الساعة}

          ░░░54▒▒▒ (سورة اقتربت).
          ({مُهْطِعِينَ}: النَّسَلان) بفتحتين، وهو الإسراع(1). قال الزركشي: وحركةُ العين تدلُّ على حركة العين.
          قلت: (2) أحسنَ في هذه العبارة، ومرادُه بالعين(3) : عينَ الكلمة، وهي هنا سينُ ((النَّسَلان))، ومرادُه بالعين الثانية: الباصرة، والمرادُ بالحركة الأولى: ما هو مصطلَحٌ عليه في عُرف أهل (4) العربية، وبالحركة الثانية: الاضطراب، ولم أقع له في كتابهِ هذا على أرشقَ (5) من هذا اللفظ، ولا / يخفى ما فيه من الحُسْن.
          ({فَتَعَاطَى فَعَقَر}: فعاطها بيده) قال السفاقسي: لا أعلم له وجهاً إلا أن يكون من المقلوب (6) الذي قُدِّمت عينه على لامهِ؛ لأن العَطْوَ: التناولُ، فيكون المعنى: فتناولها بيده، وأما عَوَطَ؛ فلا أعلمه في كلام العرب، وأما عَيَطَ؛ فليس معناه موافقاً لهذا، والذي قاله بعض المفسرين: {فتعاطى} عَقْرَ الناقة، فعقرَها.
          وقال ابنُ فارس: التعاطي: الجرأة، والمعنى على هذا: أنه تَجَرَّأَ فعقرَ.
          ونقل الزركشي هذا الفصل بنصِّه، لم يزد عليه شيئاً؛ كعادته في الاعتمادِ على هذا الكتاب، والاستمدادِ منه، وما كأنه (7) إلا مختصره.
          قلت: في إدعائه أنه لا (8) يعلم مادة عَوَطَ في كلام العرب، (9) نظرٌ، وذلك أن الجوهريَّ ذكر المادةَ، وقال فيها: يقال: عاطَتِ الناقةُ (10) تَعوطُ؛ يعني: إذا حُمل عليها أولَ سنة، فلم تَحمل، ثم حُمل عليها (11) السنة الثانية، فلم تحمل (12) أيضاً، فهذه المادة موجودة في كلام العرب، والظن بالسفاقسيِّ علمُ ذلك؛ فإنه كثيرُ النظر في «الصحاح»، ومعتمِدٌ عليها في النقل.
          فإن قلت: لكن (13) هذا المعنى غيرُ مناسب لما نحن فيه؟
          قلت: هو لم ينكر المناسبة، وإنما أنكرَ وجودَ المادة فيما يعلمه، والظاهر أنه سهو منه.
          (كحِظارٍ من الشجر) بكسر الحاء وفتحها.


[1] ((وهو الإسراع)): ليست في (ق).
[2] في (ق) زيادة: ((ما)).
[3] في (ج) و(د) زيادة: ((الثانية)).
[4] ((أهل)): ليست في (ق).
[5] في (د): ((على أن شق)).
[6] في (د): ((المغلوب)).
[7] في (د): ((كان)).
[8] في (د): ((ما)).
[9] في (ق) زيادة: ((فيه)).
[10] في (م): ((الناقط)).
[11] في (م): ((عليه)).
[12] من قوله: ((ثم حمل... إلى... قوله: تحمل)): ليس في (ق).
[13] ((لكن)): ليست في (ج) و(ق) و(د).