مصابيح الجامع

الأحقاف

          ░░░46▒▒▒ (سورة الأحقاف).
          (قال ابنُ عبَّاس: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف:9]: ما كنت بأول الرسل) قال الزركشي: قال بعض الأئمة: هذه السورة (1) مكيَّة محكمة إلا آيتين: إحداهما قوله: {مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ}، والثانية: {مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف:9].
          قالوا: وليس في كتاب الله آية من المنسوخ ثبتَ حكمُها كهذه الآية، ثبتت (2) ستَّ (3) عشرةَ (4) سنةً، وناسخُها أولُ سورة الفتح.
          قال الزركشي: وممَّن نصَّ على أن ذلك ناسخُهَا الشافعيُّ في «أحكام القرآن».
          قلت: في كون هذا من النسخ المصطَلَح عليه نظر؛ فإن إعلامه ◙ بأمر لم يكن أُعلِمَه (5) قبل ذلك ليس من النسخ في شيءٍ.
          وقال الزمخشري: أجودُ ما قيل فيه: حَملُهُ على الدراية المفصَّلة، وإن كان يدري أن مُضِيَّه إلى النَّعيم، ومصيرَهم إلى العذاب.


[1] في (ج): ((الصورة)).
[2] في (ج) و(م): ((ثبت)).
[3] في الأصول: ((ستة)) ولعل الصواب ما أثبته.
[4] في (ج): ((عشر)).
[5] في (ق): ((فإن إعلامه ◙ بالنسخ أعلم)).