مصابيح الجامع

سورة الرعد

          ░░░13▒▒▒ (سُورَةُ الرَّعْدِ).
          ({الْمَثُلَاتُ} وَاحِدُهَا: مَثُلَة) أي: كسَمُرَة وسَمُرَات، وهي العقوبةُ الواضحة.
           ({جُفَاءً} يقال: أَجْفَأتِ الْقِدْرُ: إِذَا غَلَتْ فَعَلَاهَا الزَّبَدُ) قيل: المشهور في اللغة: جَفَأتِ القدرُ: إذا ألقَتْ بزبدها عندَ الغليان، وأجفأ (1) لغةٌ فيه، وجفأْتُ (2) أنا القدرَ: إذا أَمَلْتُها فصببتُ ما فيها، ولا يقال: أَجْفَأْتُها.
          ({أَفَلَمْ يَيْأَسِ}: لَمْ يَتَبَيَّنْ): كذا قال أبو عبيد: ألم يعلمْ ويتبين.
          وقال الفراء: لم يُسمع يَئِسْتُ بمعنى: علمْتُ، ورُدَّ بأنه نافٍ، وأبا عُبيد مُثْبِت.
          ({سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} أَيْ: يَقُولُونَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ) قال الزركشي: الأحسنُ تقدير: يدخلون قائلين سلامٌ عليكم، فالجملة محكيَّة بقول مضمر، والقولُ المضمَرُ حالٌ من فاعل يدخلون(3).
          قلت: وعبارة البخاري لا تأبى ما قاله؛ لجواز (4) جعل ((يقولون)) جملة حالية من فاعل ((يدخلون))؛ أي: يدخلون في حالة كونهم يقولون، وليس الخلاف بين التقديرين إلا بجعل الحال مفردة في الأول دون الثاني، فإن كانت الأحسنية من حيث إن الأصل في الحال أن تكون مفردة؛ لعراقةِ المفردة من الإعراب، وتطفُّل الجملة عليه بموقعها موقعَه (5)، فيمكن، والأمرُ في ذلك قريبٌ، ويحتمل (6) أن يجعل ((يقولون)) خبرًا ثانيًا عن الملائكة، لا حالًا.


[1] في (ج): ((وأجفأت)).
[2] من قوله: ((القدر... إلى... قوله: جفأت)): ليس في (د).
[3] من قوله: ((قائلين سلام عليكم... إلى... قوله: يدخلون)): ليس في (ق)، وفي (د): ((أي يدخلون)).
[4] في (ق): ((بجوار)).
[5] في (ق): ((بوقوعها موقعها)).
[6] في (ق): ((ويحمل)).