مصابيح الجامع

كتاب الحج

          ░░25▒▒ (كِتابُ: الحَجِّ): بفتح الحاء وكسرها، وقد قُرئ بهما في السَّبع، فقيل: لغتان، وقيل: هو بالفتح: المصدر، وبالكسر: الاسمُ، وقيل: عكسه.
          قال ابنُ السِّكيت: بالفتح: القصْد (1)، وبالكسر: القوم الحجَّاج.
          ومعناه لغة: القَصْد.
          وأما بحسب عُرْف أهل الشرع، فقال ابنُ هارون «شارح ابن الحاجب» من أصحابنا: لا يُعرف؛ لأنَّه (2) ضروري للحُكم بوجوبه ضرورةً، وتصورُ المحكومِ عليه ضرورةً ضروريٌّ، وقال (3) ابن عبد السلام «شارح ابن الحاجب» أيضًا: لا يعرف؛ لعسره (4).
          وردَّهما شيخنا أبو عبد الله بن عرفة:
          أما الأول: فبأنَّ شرطَ الحكم تصوُّرُه بوجهٍ ما، والمطلوبُ معرفةُ حقيقته.
          وأما الثاني: فبأنه لم يعسُر على الفقيه الحكمُ عليه بالثبوت والنَّفي، والصحة والفساد، ولازمهُ إدراكُ فضله (5)، أو خاصَّته كذلك (6)؛ يعني ☼ : من غير عُسرٍ.
          ثم قال: ويمكن رسمه بأنه (7) عبادةٌ يلزمُها وقوفٌ بعرفةَ ليلةَ عاشرِ ذي الحجَّة.
          ويمكن أيضا حَدُّه (8) بأن يزادَ على ما تقدَّم شيءٌ آخر، فنقول: عبادةٌ يلزمُها وقوفٌ بعرفةَ ليلةَ عاشرِ ذي الحجَّة، وطوافُ ذي طُهرِ اختصَّ بالبيت عن يساره سبعًا بعدَ فجرِ يوم النحر، والسعيُ من الصَّفا للمروة، ومنها إليها سبعًا، وبعدَ (9) طوافٍ كذلك لا يقيد وقته بإحرام في الجميع.


[1] في (د): ((والقصد)).
[2] في (د) و(ج): ((أنه)).
[3] في (د) و(ج): ((فقال)).
[4] في (د) و(ج): ((لغيره)).
[5] في (د): ((فضيله)).
[6] في (ق): ((لذلك)).
[7] في (ق): ((ويمكن اسمه بأنها)).
[8] في (د) و(ج): ((قصده)).
[9] من قوله: ((فجرِ يوم النحر... إلى... قوله: سبعًا وبعدَ)): ليس في (د) و(ج).