مصابيح الجامع

العنكبوت

          ░░░29▒▒▒ (سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ).
          ({وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ}: قال مجاهدٌ: ضَلَلَةٌ) أي: لهم بصيرةٌ في كفرهم، وإعجابٌ به، وإصرارٌ عليه، فذُمُّوا بذلك، وقيل: لهم بصيرة في أن الرسالة والآيات حَقٌّ، لكنهم كانوا مع ذلك يكفرون عنادًا، ويُصِرُّون (1) على ما يعتقدون بطلانه، فهو مثل: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النمل:14].
          (وقال غيرُه: {الْحَيَوَانُ} [العنكبوت:64] والحِيُّ) كذا وقع لأكثر الرواة ((والحِيُّ))، وهو بكسر الحاء: مصدر حَيَّ؛ مثل: عِيّ: في منطقه عِياءٌ.
          وعند ابن السَّكن والأصيلي: <{الْحَيَوَانُ} والحياة واحد>، والمعنى لا يختلف.
          ({فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ}: عَلِمَ اللَّهُ ذَلِكَ) يعني أن قوله: ليعلَمَنَّ يُشعر بحدوث (2) العلمِ في المستقبل، وعِلمُ الله أزليٌّ (3)، وهو واردٌ في مواضع كثيرة من الكتاب والسنة، وجوابُه من وجوه:
          منها: أنه على جهة التمثيل؛ أي: ليفعلَنَّ فِعلَ ما يريد.
          ومنها: أن المراد علمٌ مقيدٌ بالحادث، فالحدوثُ راجعٌ إلى القيد.
          ومنها: أن الإسناد مجازي (4)، والمراد إسنادُ العلم إلى غير الله؛ كما في إسناد (5) بعض خواص الملك إليه؛ تنبيهًا على كرامة القرب والاختصاص.


[1] في (ج) و(د): ((ويصدون)).
[2] في (ق): ((تجدون)).
[3] في (ج) و(د): ((أولي)).
[4] في (ق): ((أن الإنسان يجازي)).
[5] في (ق) زيادة: ((فعل)).