مصابيح الجامع

المؤمن

          ░░░40▒▒▒ (سورة المؤمن {حم}).
          (مجازُها مجازُ أوائلِ السُّور) أي: تأويلُ مجازها، وصرفُ لفظِها عن ظاهرهِ كالكلام في غيرها من الحروف المقطَّعة في أوائل السور.
          (ويقال: بل هو اسمٌ) يعني: للسورة، وهو قولٌ مشهورٌ، وأنشد عليه (1) قول شُرَيْحِ بنِ [أبي] أَوْفى العبسيِّ(2) : يُذَكِّرُني حم؛ يعني(3) : حم (4) عسق؛ لما فيها من قوله تعالى(5) : {قُلْ (6) لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:23]، وقد كان من القرابة، أمره أبو طلحة يومَ الجمل أن يتقدَّم للقتال، فنثر دِرعه بين رجليه (7)، وكان كلما حمل عليه رجلٌ، قال: نشدتك بـ{حم}، حتى حمل عليه العبسيُّ فقتله، وأنشأ يقول:
وَأَشْعَثَ قَوَّامٍ بِآيَاتِ رَبِّهِ قَلِيلِ                      الأَذَى فِيمَا تَرَى العَيْنُ مُسْلِمِ
شَكَكْتُ لَهُ بِالرُّمْحِ جَيْبَ قَمِيصِهِ                     فَخَرَّ صَرِيعاً لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ (8)
عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ غَيْرَ أَنْ لَيْسَ تَابِعاً                     عَلِيّاً وَمَنْ لا يَتْبَعِ الحَقَّ يَظْلِمِ
يُنَاشِدُني حم وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ                     فَهَلَّا تَلا حم قَبْلَ التَّقَدُّمِ
          فلما رآه عليٌّ ☺ استرجَعَ، وقال: إنْ كان لشابًّا صالحاً، ثم قعدَ كئيباً.
          فقوله: ((على غير شيء)) متعلق بـ((شككت)) أي: خَرَقْتُ؛ يعني: بلا سبب من الأسباب.
          وقوله: ((غيرَ (9) أنْ ليس تابعاً(10))) استثناءٌ من ((شيء))؛ لعمومه بالنفي، أو بدل، والفتحُ للبناء.
          (والرمح شاجِرٌ) أي: طاعِنٌ؛ مِن شَجَرْتُه بالرمح: طعنتُه به. وقيل: مختلف، فعلى / الأول معناه: لو ذَكَّرني {حم} قبل (11) أن أطعنه (12) بالرمح لَسَلِمَ (13)، وعلى الثاني: قبلَ قيامِ الحرب وتردُّدِ الرماح.


[1] ((عليه)): ليست في (د).
[2] في (د): ((العوفي)).
[3] ((حم يعني)): ليست في (د)، ((يذكرني حم يعني)): ليست في (ق).
[4] ((يعني حم)): ليست في (ج).
[5] في (م): ((لما فيه من قول)).
[6] (({قل})): ليست في (م).
[7] في (م): ((رجله)).
[8] في (ج): ((الفم)).
[9] ((غير)): ليست في (ق).
[10] في (ق): ((تابعياً)).
[11] في (د): ((فقيل)).
[12] في (ج): ((الطعنة)).
[13] في (د): ((يسلم)).