مصابيح الجامع

سورة الحج

          ░░░22▒▒▒ (سورة الحَجِّ).
          ({الْمُخْبِتِينَ}(1) : الْمُطْمَئِنِّينَ) أي: بذكر الله تعالى، وقيل: المتواضعين، وقيل: الخاشعين.
          (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج:52]: إِذَا حَدَّثَ أَلقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثهِ، فَيُبْطِلُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ، وَيُحْكِمُ (2) آيَاتِهِ) يعني: أن النبي إذا تلا شيئًا من الآيات المنزلة عليه (3) من ربه، فقد يوقع الشيطانُ في مسامع أهلِ الشرك ما يوافق (4) آراءَهم الباطلة، فيتوهمون أنَّه مما تلاه النَّبي صلعم، وهو (5) مُبَرَّأٌ (6) عن ذلك، ومُنَزَّهٌ عنه، لا يخلِطُ حقًا بباطل، حاشاه من ذلك، ولأنه يحكي عن الله تعالى ما أنزلهُ عليه من غير زيادةٍ ولا نقصٍ.
          وأما حديثُ البزار في قصَّة الغرانيق العُلا، فهو حديثٌ باطلٌ (7) لا أصلَ له، وإن كَثَّرَ الطبريُّ طُرَقَه، وقد أتى القاضي عياض في «الشفا» بما فيه الشفاء من ذلك.
          وقال ابن قتيبة: الأُمْنِيَّةُ: التلاوة، وقال تعالى: {لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة:78] أي: لا يعرفونه إلا تلاوة.
          (مَشِيدٌ بِالْقَصَّةِ) بفتح القاف. وقال ابنُ قتيبة: المشيدُ: المبنيُّ بالشِّيد، وهو الجِصُّ.


[1] ((المخبتين)): ليست في (ج) و(د).
[2] في (ج) و(م): ((ويحكم الله)).
[3] في (ج) و(د): ((عليهم)).
[4] في (ق): ((ما يدفع)).
[5] في (ج) زيادة: ((عبر)).
[6] في (ق): ((متبرأ)).
[7] من قوله: ((حاشاه من ذلك... إلى... قوله: باطل)): ليس في (ق).