مصابيح الجامع

{والذاريات}

          ░░░51▒▒▒ (سورة والذاريات).
          (قال عليٌّ: {وَالذَّارِيَاتِ}: الرياح) قال الحافظ مغلطاي: رواه أبو محمد الحنظلي بسنده، وساقه إلى عليِّ بنِ ربيعةَ: أن عبدَ الله بنَ الكوَّاء سأل علياً: ما الذاريات؟ قال: الرياح.
          وفي «تفسير عبد الرزاق» عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل: أن ابن الكوَّاء سأل علياً عن ذلك، فقال: {الذَّارِيَاتِ}: الرياح {فَالْحَامِلَاتِ وِقْراً} [الذاريات:2]: السحاب، {فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً} [الذاريات:3]: السفن {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً} [الذاريات:4]: الملائكة، وقال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين.
          (والرميمُ: نبات الأرض إذا يبسَ ودِيس) بكسر الدال من الدَّوْس، وهو وَطْءُ الشيء بالأَقدام والقوائِم حتى يتفتَّتَ.
          ({إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} يقول: ماخلقتُ أهلَ السعادةِ من أهلِ الفريقين إلا ليوحِّدُونِ) فجعل العامَّ مراداً به الخصوصُ.
          وقال ابن المنير: الآيةُ سيقت لبيان عظمة الله تعالى، وأن شأنه مع عبيده لا يُقاس بغيره؛ فإن عبيدَ (1) الخلق مطلوبون بالخدمةِ والتكسُّبِ للسادة، وبواسطة كسبِ العبيد تُدرُّ أرزاق ساداتهم، والله تعالى لا يَطلب من عباده رزقاً ولا طعاماً، بل يطلب منهم العبادةَ، وزائد على ذلك: أنه هو الذي يرزقُهم، فهذا هو سياق الآية.
          حاصله(2) : وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا لآمرَهم بعبادتي.


[1] في (ج): ((عبيده)).
[2] في (ق): ((فحاصله)).