التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: متى يستوجب الرجل القضاء؟

          ░16▒ (بَابٌ: مَتَى يَسْتَوْجِبُ الرَّجُلُ القَضَاءَ)
          أي: متى يصير أهلًا للقضاء، أو متى يجب عليه القضاء.
          قوله: (وَقَالَ الحَسَنُ: أَخَذَ اللهُ عَلَى الحُكَّامِ أَنْ لاَ يَتَّبِعُوا الهَوَى وَلاَ يَبْخَسوا النَّاسَ، وَلاَ يَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ثُمَّ قَرَأَ: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} الآية [ص:26] هذا أسنده أبو نُعيم الحافظ مِن حديث أبي الْعَوَّامِ القطَّان، عن قتادة عنه.
          قوله: (قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ: خَمْسٌ إِذَا أَخْطَأَ القَاضِي مِنْهُنَّ خَصْلَةً كَانَتْ فِيهِ وَصْمَةٌ) أي: عيب وعار.
          قوله: (أَنْ يَكُونَ فَهِمًا) _بفتح أوَّله وكسر ثانيه_ مِن صيغ المبالغة، أي: لدقائق القضايا متفرِّسًا للحقِّ مِن كلام الخصوم.
          قوله: (حَلِيمًا) الحِلْم هو الطمأنينة، أي: يكون محتملًا لسماع كلام المتحاكمين، واسعَ الخلق غير متضجِّر ولا غضوب.
          قوله: (عَفِيفًا) أي: نزيهًا عن القبائح لا يأخذ الرِّشوة بصورة الهديَّة، ولا يميل إلى ذي جاه ونحوه.
          قوله: (صَلبًا) الصَّلابة هي القوَّة النَّفسانيَّة والشِّدَّة عَلى استيفاء الحدود مِن القتل والقَطع والجلد.
          قوله: (عَالِمًا سَؤُولًا عَنِ العِلْمِ) وهذا مِن تتمَّة الخصلة لا أنَّه خصلة سادسة؛ لأنَّ كمال العلم لا يحصل إلَّا بالسُّؤال.