التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة

          5575- قوله صلعم : (مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ) هو بضم حاء (حُرِمَهَا) والتخفيف، وهو متعدٍّ إلى مفعولين، أي: لا يشرب بها في الجنة فيما قال الله تعالى:{وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ}[محمد:15] قال الكِرْمَاني: فإن قلت: المعصية لا توجب حرمان الجنة، وأجاب بأنَّه يدخل ولا يشرب من نهرها فإنَّها من فاخر شراب أهل الجنة. فإن قلتَ: فيها ما تشتهي الأنفس، قلتُ: قيل إنَّه ينسى شهوتها، وقيل: لا يشتهيها وإن ذكرها.
          وفيه دليل على أنَّ التوبة تُكفِّرُ المعاصي، وقيل: قوله: (حُرِمَهَا) من باب التعليق بالنِّيَّات، أراد أنَّه لم يدخل الجنة لأنَّ الخمر من شراب أهل الجنة فإذا حُرِمَها في الآخرة لم يدخل الجنة، وقيل: هو في وقت دون غيره.