التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب ما ذكر من درع النبي وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه

          ░5▒ (بَابُ مَا ذُكِرَ فِيْ دِرْعِ النَّبيِّ صلعم ، وَعَصَاهُ، وَسَيْفِهِ، وَقَدَحِهِ، وَخَاتَمِهِ، وَمَا اسْتَعْمَلَ الخُلَفَاءُ بَعْدَهُ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ قِسْمَتُهُ، وَمِنْ شَعَرِهِ (1)وَنَعْلِهِ، وَآنِيَتِهِ مِمَّا يَتَبَرَّكُ أَصْحَابُهُ وَغَيْرُهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِ)
          حذف لفظة (به) كما حُذِفَت في قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}[الحجر:94] ويُروَى فيه بعد قوله: (مِمَّا يَتَبَرَّكُ أَصْحَابُهُ).
          والفقه في هذه التَّرجمة تحقيق أنَّه صلعم لم يُوَرِّثْ شيئًا، ولو كانت ميراثًا لاقتسمها ورثته، وأنَّها بقيت عند من وصلت إليه تلك الآلات للتَّبرك.
          وقوله: (مِمَّا يَتَبَرَّكُ) هو من البركة، كذا للقابسي.وثبت عند الأصيلي: <ممَّا شرك> بشين معجمة من الشركة.قال القاضي: وهو ظاهر لقوله قبله (مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ قِسْمَتُهُ) لكن الأوَّل أظهر.وكان خاتمه صلعم بعده في يد أبي بكر، ثمَّ بعده في يد عمر، ثمَّ بعده في يد عثمان، حتَّى وقع في بئر أريس، وهي بئر معروفة قريبة من مسجد قباء، ولم يذكر في هذه التَّرجمة درعه استغناءً بذكره في حديث عائشة في باب الرهن، وكان للنَّبيِّ صلعم أدرع منها السَّغدية)) بسين مهملة وعين معجمة، نسبة إلى سغد سمرقند فيما قيل، وقيل بعين مهملة وسين مفتوحة، وهو درع داود، كما أفاده النيسابوري في «شرف المصطفى»، ومنها ذات الفضول، وهي الَّتي كانت مرهونة عند اليهودي.وأمَّا عصاه فكان له محجن قدر ذراع أو أكثر، وهي معقفة الرَّأس كالصَّولجان، يمشي وهي في يده.ولمَّا أخرج حديث أنس في اللباس في ذكر الخاتم قال في آخره: وزادني أحمد: حَدَّثَنَا الأنصاري، قال: حدَّثني أبي عن ثمامة، عن أنس، قال: كان خاتم النَّبي صلعم في يده، وفي يد أبي بكر بعده، وفي يد عمر بعد أبي بكر؛ فلمَّا كان عثمان جلس على بئر أريس؛ فأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط.قال: فاختلفنا ثلاثة أيام ننزح البئر فلم نجده.وأحمد هذا قيل هو ابن حنبل.


[1] في الأصل:((شعر)).