التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: الظلم ظلمات يوم القيامة

          ░8▒ (بَابٌ: الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ) قال القاضي عياض: قوله: (ظُلُمَاتٌ) هو على ظاهره، فيكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي يوم القيامة بسبب ظلمه في الدنيا، كما أن المؤمن يسعى بنور هو مسبب عن إيمانه في الدنيا، قال تعالى: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}[الحديد:12]، ويُحتَمل أنَّ الظلمات هنا: الشدائد، وبه فسروا قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}[الأنعام:63] أي: شدائدهما، ويُحتَمل أنَّها عبارة عن الأنكال والعقوبات، قال الطيبي: قوله: هو على ظاهره يوهم أن قوله: (الظلم ظلمات) هنا ليس مجازًا بل حقيقة، لكنه مجاز؛ لأنَّه حمل المسبب على السبب، فالمراد: ظلمات حقيقة مسببة عن الظلم، والفرق بين الشدائد والأنكال: أن الشدائد كائنة في العرصات قبل دخول النار، والأنكال بعد الدخول.