تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}

          ░23▒ (بَابُ الظِّهارِ) مأخوذ من الظهر لأن صورته الأصلية أن يقول لزوجته: أنت عليَّ كظهر أمي، وكان طلاقًا في الجاهلية كالإيلاء فغيَّر الشرع حكمه إلى تحريمها بعد العَود ولزوم الكفارة، وحقيقته الشرعية تشبيه الزوج زوجته في الحرمة بمَحرَمه، والكلام على ما يتعلق به يطلب من كتب الفقه.
          (وَقولِ اللهِ تَعالى) عطف على (الظِّهار) (وَصِيَامُ العَبدِ شَهرَانِ) أي(1): كالحر (مِنَ النِّساءِ) أي: الزوجات(2) (وَفي العَرَبِيَّةِ) تستعمل اللام في نحو قوله تعالى: ({لِمَا قَالُوا} [المجادلة:3]) بمعنى: في. (أي: فِيما قَالُوا). (وَفي بَعضِ مَا قَالوا) بموحدة ومهملة، وفي نسخة: بنون وقاف وهي أصح. (وَهَذا) أي: معنى {يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} ينقضون ما قالوا. (أَولى) من قول داود الظاهري: معنى العَود تكرير كلمة الظهار (لِأَنَّ اللهَ تَعالى لَم يَدُلَّ عَلى المنكَرِ وَقَولِ الزُّورِ) ولو كان المعنى ما قاله داود لكان الله دالًّا عليهما(3) وهو محال، والواو في قوله: (وَفي) بمعنى أو على نسخة (بَعض)، وللتفسير على نسخة: <نقض>.


[1] قوله: ((أي)) ليس في (المطبوع).
[2] زاد في (المطبوع): ((على)).
[3] في (المطبوع): ((عليها)).