التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب عيادة النساء الرجال

          قوله: (بَابُ عِيَادَةِ النِّسَاءِ الرِّجَالَ): (الرجالَ): مَنْصوبٌ مفعول المصدر؛ وهو (عيادة)، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: (وَعَادَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنَ الأَنْصَارِ): (أمُّ الدرداء) هذه: قال شيخُنا ما لفظه: (وعيادة أمِّ الدرداء تُحمَل على أنَّها عَادَتْه وهي متجالَّة، فلا تزورُ امرأةٌ رجلًا إلَّا أن تكون ذات(1) مَحْرَم منه أو تكون متجالَّة يُؤمَن من مثلها الفتنة أبدًا، وقيل: كان ذلك قبل نزول الحجاب)، انتهى، ففي هذا _إن صحَّ_ أنَّ (أمَّ الدرداء): هي الكبرى الصَّحابيَّة، واسمها خيرة بنت أبي حَدْرَد، صحابيَّة، ولها رواية، تُوُفِّيَت قبل أبي الدرداء، قال ابن عَبْدِ البَرِّ: (وكانت _يعني: الكبرى_ من فُضَلاء النساء وعُقَلائهن، وذوات الرأي منهنَّ، مع العبادة والنسك، تُوُفِّيَت قبل أبي الدرداء بسنتين، وكانت وفاتها بالشام في خلافة عثمان، وكانت حفظت عن النَّبيِّ صلعم، وعن زوجها أبي الدرداء عُويمرٍ الأنصاريِّ، روى عن أمِّ الدرداء جماعةٌ من التابعين؛ منهم: صفوان بن عبد الله بن صفوان، وميمون بن مِهْرَان، وزيد بن أسلم)، انتهى، وإذا كان كذلك _أي: مثل ما قال شيخُنا: إنَّه قبل نزول الحجاب_ فهذه واردةٌ على المِزِّيِّ والذَّهَبيِّ؛ لأنَّهما لم يترجما لها؛ المِزِّيُّ في «التهذيب»، ولا في «فروعه» للذهبيِّ، وكأنَّهما فَهِمَا أنَّها الصغرى، والصغرى مترجمةٌ، وهي تابعيَّة، واسمها هُجَيمة _ويقال: جهيمة_ بنت حُييٍّ الأوصابيَّة، ويقال: الوصابيَّة، ووصاب: بطنٌ من حِمْيَر، تَقَدَّمَتْ، وهي جليلة القَدْر رحمة الله عليها، بقيت إلى بعد الثمانين [خ¦650].
          قوله: (رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنَ الأَنْصَارِ): هذا الرجل لا أعرفه.


[1] في (أ): (ذا)، والمثبت من مصدره.