التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب عيادة المغمى عليه

          قوله: (بَابُ عِيَادَةِ الْمُغْمَى عَلَيْهِ): ذكر ابن المُنَيِّر حديث الباب على عادته، ثُمَّ قال: (ترجم على هذا؛ لئلَّا يُعتَقَد أنَّ عيادة المُغمَى عليه ساقطةُ الفائدةِ؛ إذ لا يفيق لعائده، ومَا في الحديث أنَّهما عَلِمَا أنَّه مغمًى عليه قبل عيادته، فلعلَّه وافق حضورهما، وزعم بعضُهم أنَّ عيادةَ المريض بعينيه غيرُ مشروعةٍ؛ لأنَّه يرى في بيته مَا لا يراه، فالمغمى عليه أشدُّ) انتهى.
          تنبيهٌ: المريض بعينيه: هو الرَّمِدُ، وقد رأيت في أوَّل (الجنائز) من «أحكام المحبِّ الطبريِّ» الشَّافِعيِّ الإمامِ الحافظِ ما لفظه لمَّا ذكرَ العيادة مِن وجع العين ونحوِه؛ ذكرَ فيه حديث زيد بن أرقم: «أنَّه ◙ عاده مِن وجعٍ كان بعينه»، أخرجه أحمدُ وأبو داود، وقال المنذريُّ: حديثٌ حسنٌ. قال المحبُّ الطبريُّ: (وفي هذا ردٌّ لمن أنكرَ ذلك، وكره عيادةَ مَن به وجعٌ في عينيه، وزعم أنَّه كُرِهَ؛ لأنَّه يرى في بيته ما لا يراه، وهذا يردُّه: أنَّه ◙ عاد جابرًا وجلس في بيته وهو مغمًى عليه، ويرى في / بيته ما لا يراه، ولا تُكرَه عيادة المغمى عليه لذلك)، انتهى، ثُمَّ ذكر حُجَّة مَن قال: لا عيادةَ في الرَّمد ونحوِه عن أبي هريرة ☺ قال: قالَ رسولُ الله صلعم: «لا يُعاد في الرَّمَد، والضَّرَس، والدَّمَل»، أخرجه أبو نعيم في (كتاب الطِّبِّ) انتهى، والله أعلم.