التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من استأجر أجيرًا فبين له الأجل ولم يبين العمل

          قوله: (إِذَا اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَبَيَّنَ لَهُ الْأَجَلَ...) إلى آخره، ثمَّ ذكر الآية: ({إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ}...)؛ الآية[القصص:27]: قال ابن المُنَيِّر: (ردَّ المُهلَّب عليه ترجمتَه: بأنَّ العمل [كان معلومًا عندهم بالعادة، وظنَّ البخاريُّ أنَّه أجاز أن يكون العمل مجهولًا، وليس كما ظنَّ، إنَّما أراد البخاريُّ أنَّ التنصيص على العمل] باللَّفظ غيرُ مُشترَط، وإنَّ العُرفَ إذا ضبطه؛ كفى ذلك، وهو مذهب مالك في أجير الخدمة، فدلَّ على أنَّ المُتَّبَع المقاصد، لا الألفاظ، فيكفي دلالة العوائد عليها كدلالة النطق، خلافًا لمن غلَّب التَّعبُّد(1) على العقود، فراعى اللَّفظ) انتهى.
          قوله في الآية: ({ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}): اعلم أنَّه اختُلِف: هل هما ابنتاه أو ابنتا أخيه؟ واسم إحداهما: ليا، والأخرى: صَفُورا، وقيل: اسم إحداهما: شرقا، وقيل: صفيراء، وقال النَّوويُّ في «تهذيبه»: (قيل: إحداهما: صَفُورا، والأخرى: لَيَّا، قاله الشَّعبيُّ وغيرُه، وقال ابن إسحاق: إحداهما: صَفُورةُ(2)، والأخرى: شرهاء، وقيل: شرقاء، وقيل: الكبرى صفوراء، والأخرى: صُفَيراء، وقيل: التي تزوَّجها موسى اسمها صفورة، وهي التي تمشي على استحياء، وقالت لأبيها: استأجره، وروينا في «حلية الأولياء»: أنَّ التي تزوَّجها موسى صفراء، كذا في الأصول المُحقَّقة: صفراء)، انتهى.
          قوله: (يَأْجُرُ فُلَانًا...) إلى قوله: (آجَرَكَ(3) اللهُ): يريد البخاريُّ: أنَّ (آجر) ممدودٌ، لكنْ حُكِي فيه القصرُ، ولا يحسن(4) الاستشهاد بالتَّعزية؛ لأنَّ المعنى فيهما مُختلِف، وفرقٌ بين الأجرِ والأجرة، وقد أنكر الأصمعيُّ المدَّ(5)، يقال: أَجَره الله _بقصر الهمزة_ يأْجُره؛ بهمزة ساكنة، وجيم مضمومة(6)، ويأجِره _بالكسر أيضًا_ أجرًا، وكذلك: آجره _بالمدِّ_ إيجارًا، والله أعلم. /


[1] في (ب): (البعيد)، وهو تصحيفٌ.
[2] في (ج): (صفورا)، وكذا في الموضع اللَّاحق.
[3] في (أ) بالمدِّ والقصر معًا، وفي (ق) بالقصر فقط.
[4] في (ب): (لحن)، وهو تحريفٌ.
[5] (وقد أنكر الأصمعيُّ المدَّ): جاء في (ب) بعد قوله: (حكي فيه القصر).
[6] في (ب): (مفتوحة)، وهو تحريفٌ.