التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع

          1231- قوله: (حَدَّثَنَا مُعاذُ بنُ فَضَالَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه (فَضالة)؛ بفتح الفاء، وهذا ظاهرٌ، إلَّا أنِّي رأيتُ بعضَ المبتدئين يقرؤونه بالضَّمِّ.
          قوله: (حَدَّثَنَا هِشامُ بنُ أبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتَوائِيُّ): تقدَّم أنَّه كان يبيع الثِّيابَ التي تُجلَب من دَسْتَوا، فنُسِب إليها، وتقدَّم ما فيه [خ¦44] [خ¦153].
          قوله: (عَنْ يَحْيَى بنِ أبِي كَثِيرٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح الكاف(1)، وكسر المُثلَّثة، وتقدَّم أيضًا أنَّ (أبا سلمة) بعده: عبدُ الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف، العالمُ المشهورُ.
          قوله: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ): تقدَّم مرارًا كثيرةً أنَّه عبدُ الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.
          قوله: (فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وقد تقدَّم الكلام على (التثويب) قريبًا، وأنَّ المراد به هنا: الإقامة [خ¦1222]، وتقدَّم ما الحكمة أنَّ الشَّيطان يفرُّ من الأذان والإقامة، ولا يفرُّ من الصَّلاة [خ¦608].
          قوله: (حَتَّى يَخْطُـِرَ(2)): قال ابن قُرقُول: (بكسر الطَّاء ضبطناه عن المُتقِنين(3)، وقد سمعناه(4) من أكثر(5) شيوخنا بضمِّ الطَّاء، والكسرُ هو الوجه في هذا؛ يعني: يوسوس)، انتهى، وقد تقدَّم [خ¦608].
          قوله: (إِنْ يَدْرِي): هو بكسر همزة (إِنْ) وسكون النُّون؛ أي: ما يدري، وهي نافيةٌ، قال ابن قُرقُول: (بكسر الألف على النَّفي، بمعنى: «ما»، وكذا لجمهور الرُّواة في «المُوطَّأ» وغيره، وضبطها الأصيليُّ وابن عبد البرِّ في «المُوطَّأ» بالفتح، وقال ابن عبد البرِّ: «هي(6) رواية أكثرهم؛ ومعناها: لا يدري»، وهذا ليس بشيءٍ، بل هو مُفسِدٌ للمعنى؛ لأنَّ «إن» المكسورةَ ههنا بمعنى: «ما» النافية، والجملة في موضع خبر «يَظَلَّ»، وفي رواية ابن بكير [خ¦608] والتِّنِّيسيِّ [خ¦1222]: «لا يدري» مُفسَّرًا، وكذا لرواة مسلم في حديث قتيبة: «لا يدري كم صلَّى»، وللعذريِّ هنا: «ما يدري»، وكلُّه بمعنًى واحدٍ.
          وبالفتح: إمَّا أن يكون مع فِعْلِها بمعنى الاسم الذي هو مصدر، ولا يصحُّ هنا، أو بمعنى: مِنْ أَجْل، ولا يصحُّ أيضًا؛ لأنَّ كلاهما يَقْلِبُ المعنى المرادَ بالحديث، وهذا على الرواية الصَّحيحة في «يَظَلَّ» بالظَّاء المشالة، بمعنى: يصير، وأمَّا على(7) رواية مَن رواه «يضِلَّ» بضاد مكسورة غير مشالة، أي: يَنسى، ويسهو، ويتحيَّر؛ فيصحُّ حينئذ فتحُ الهمزة، وتكون «أنْ» بتأويل المصدر مفعول «ضلَّ(8)»؛ أي: يجهل درايته، وينسى عدد ركعاته، وبكسر الهمزة على ما تقدَّم).


[1] في (ب): (الكلام)، وليس بصحيح.
[2] كذا مضبوطًا في (أ) و(ج)، وفي (ب): (عطر)، وهو تحريف، وفي «اليونينيَّة» و(ق)؛ بكسر الطاء فقط.
[3] في (ج): (المتقدَّمين).
[4] في (ج): (سمعنا)، وكذا في مصدره.
[5] في (ب): (أكبر)، وهو تصحيف.
[6] (هي): سقط من (ج).
[7] (على): سقط من (ب).
[8] في (ب): (ظل)، وهو تحريفٌ.