التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من لم يتشهد في سجدتي السهو

          قوله: (بَابُ مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ): اعلم أنَّ هذا الباب عقده للرَّدِّ على مالك؛ حيث قال: يتشهَّد في سجود السَّهو، والصَّحيح من مذهب الشَّافعيِّ: أنَّه يُسلِّم ولا يتشهَّد، وكذا الصَّحيح في سجود التلاوة: أنَّه يُسلِّم ولا يتشهَّد، ودليل مالك ومَن وافقه: ما رواه أبو داود [خ¦1039] والتِّرمذيُّ [خ¦395]، وأصل الحديث في «النَّسائيِّ» أيضًا عن عمران بن حصين: (أنَّ النَّبيَّ صلعم صلَّى بهم، فسها، فسجد سجدتين، ثمَّ تشهَّد وسلَّم)، قال التِّرمذيُّ: حسنٌ غريبٌ، وأخرجه ابن حِبَّان(1) أيضًا في «صحيحه»، ولفظه: (أنَّه ╕ صلَّى بهم، فسجد سجدتي السَّهو، ثمَّ تشهَّد وسلَّم)، وهذا الحديث لم يصحَّ عند البخاريِّ؛ فلهذا ترجم؛ للرَّدِّ على القائل به.
          قوله: (وَسَلَّمَ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ وَلَمْ يَتَشَهَّدَا): أمَّا (أنسٌ) فهو ابنُ مالكٍ الخادمُ الصَّحابيُّ، ☺، وأمَّا (الحسنُ) فهو ابنُ أبي الحسن البصريِّ، العالمُ المشهورُ.
          قوله: (وَقَالَ قَتَادَةُ): هو ابن دِعامة، وقد تقدَّم قريبًا مُتَرْجَمًا [خ¦21/11-1912] [خ¦21/11-1912].


[1] في (ب): (ماجه)، وليس بصحيح، «صحيح ابن حبَّان» ░2670▒.