التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ما قيل في الزلازل والآيات

          قوله: (بَابُ مَا قِيلَ فِي الزَّلَازِلِ وَالآيَاتِ): اعلم أنَّ ما سوى الكُسوفَين مِن الآيات، والزَّلازل، والصَّواعق، والرِّياح الشديدة؛ لا يُصلَّى لها جماعةً، لكن يُستحبُّ الدُّعاء والتَّضرُّع، ويُستحبُّ لكلِّ أحدٍ أن يصلِّيَ منفردًا؛ لئلَّا يكون غافلًا، وقد روى الشَّافعيُّ: (أنَّ عليًّا ☺ صلَّى في زلزلةٍ جماعةً)، ثمَّ قال: (إن صحَّ؛ قلتُ به)، فمِن الأصحاب مَن قال: هذا قولٌ آخر له في الزَّلزلة وحدها، ومنهم(1) مَن عمَّمه في جميع الآيات، قال في «شرح المُهذَّب» النَّوويُّ: (لم يصحَّ عن عليٍّ ذلك، ولو ثبت؛ فالأصحاب حملوه على الصَّلاة منفردًا، وكذا جاء عن [غير] عليٍّ ☺ مِن نحو هذا).
          قال أبو ثور: (يُصلَّى لكلِّ آيةٍ / مهيبةٍ صلاةُ الكسوف)، وكأنَّ هذا البابَ الذي بوَّب به البخاريُّ هنا؛ للردِّ عليه؛ لأنَّه لم يصحَّ فيه شيء، ولو صحَّ فيه؛ لأخرجه.
          قال العبَّاديُّ من الشافعيَّة: (ويُندَب الخروجُ إلى الصحراء وقت الزَّلزلة؛ لأنَّه ╕ كان إذا مرَّ بهدفٍ مائلٍ؛ أسرع المشي) انتهى، وقد أخرج هذا أبو داود في «مراسيله» بنحوه، وقال: (روي مسندًا، ولا يصحُّ)، وفي(2) حفظي أنَّ نحوه في «مسند أحمد»، وفي حفظي أيضًا أنَّه مُنكَر، والله أعلم.


[1] (ومنهم): سقط من (ج).
[2] في (ج): (في).