تعليقة على صحيح البخاري

باب ما ذكر عن بني إسرائيل

          ░50▒ (بَابُ [مَا] ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ).
          ذُكر فيه ستَّة عشر حديثًا؛ أحدها: أنَّ مع الدَّجال ماءً ونارًا(1) ، اسم الدَّجال جرسٌ، ينزل الشَّام، ويأمر جبال الشَّام أن تنبطح، فتنبطح، ويأمر الرِّيح أن تثير سحابًا من البحر، فتمطر الأرض وتنبت، ويأمر إبليس جنوده بأن يُظهِروا له الكنوز، ومعه قبيل من الجنِّ يشبهون أنفسهم بموتى النَّاس، ويخوض البحر في اليوم ثلاث خوضات، فلا يبلغ حقويه، ويأتيه ملكان، فيقول: أنَّا الرَّبُّ، فيقول أحدهما: كذبت، ويقول الآخر لصاحبه: صدقت، وصفة اللَّعين أفحج أصهب مختلف الخلق مطموس العين اليمين إحدى يديه أطول من الأخرى، يغمس الطَّويلة منهما في البحر فيبلغ قعره فيخرج من الحيتان ما شاء، يسير أقصى الأرض وأدناها في يوم، بين خطوته مدُّ بصره، تُسخَّر له الجبال والأنهار والسَّحاب، يقول للجبل بيده في طريقه(2) : تنحَّ عن الطَّريق، فيتنحَّ، [ويدرك] زرعه في يومه، معه جنَّة خضراء وجبل من خبز يظهره(3) عند عالية(4) مرَّة وعند باب دمشق مرَّة، حماره أربعون ذراعًا، قال ابن مسعود: أذن حماره تظلُّ تسعين ألفًا، وخطوة حماره مسيرة ثلاثة أيَّام، يخوض على حماره كما يخوض أحدكم السَّاقية، يقول: أنا ربُّ العالمين، وهذه الشَّمس تجري بإذني، أفتريدون [أن] أحبسها لكم؟ فيحبسها حتَّى يجعل اليوم كالشَّهر والجمعة، وتأتيه المرأة فتقول: يا ربِّ(5) ؛ أحيِ لي أبي وأخي وزوجي، حتَّى إنَّها لتعانق(6) الجنَّ والشياطين، وينكحها وبيوتهم مملوءة شياطين، ومعه جبل من مرق وعراقة اللَّحم حارٌّ لا يبرد، ويرسل الله إلى مكَّة ميكائيل وجبريل إلى المدينة يمنعانه من دخولهما، فإذا رآهما؛ ولَّى هاربًا، فيصيح صيحةً، فيخرج إليه من المدينة كلُّ منافق ومنافقة، وأنَّ الدَّجال يخرج من أرضٍ بالمشرق يقال لها: خراسان، يتبعه قوم من قرية يقال لها: رستقاباذ، يمكث في الأرض أربعين يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيَّامه كأيَّامكم، وإسراعه في الأرض كالغيث استدبره الرِّيح، وخروجه حقٌّ، خلافًا لمن أنكر أمره من الخوارج وبعض المعتزلة، وقيل: إنَّه ساحر، والسِّحر من باب التَّخيُّل، لا حقيقة.
          واختلفوا في عوره(7) ، هل هي في اليمنى أو في اليسرى؟ ورد الحديث في اليمنى في حديث سفينة، وفي اليسرى في حديث سمرة، وهو يحتمل أن يكون كلَّ عينٍ عليها ظفرة.


[1] في النسختين: (ونار).
[2] (في طريقه): ليس في (أ).
[3] في (ب): (يظهر).
[4] في النسختين: (غالية).
[5] في النسختين: (يا ربها).
[6] في (ب): (تعانق).
[7] في (أ): (عورته).