تعليقة على صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا}

          ░17▒ (بَابُ قَوْلِ اللهِ ╡ (1) : {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعراف:73]).
          (الحجر): الوادي.
          فائدة: (صالح): هو ابن عبيد بن جاثر بن ثمود بن عوض بن إرم(2) بن سام بن نوح، عاش مئتين وثمانين سنة، وبينه وبين هود مئة سنة، أُرسِل إلى قومه(3) حين راهق الحلم، وكان رجلًا أحمر إلى البياض، سبط الشعر، يمشي حافيًا كما كان يمشي المسيح، ولا يتَّخذ مسكنًا ولا(4) بيتًا، ولمَّا سأله قومه آية؛ أتى بهم هضبة، فلمَّا رأته؛ تمخَّضت كما تمخَّض الحامل، وانشقَّت عن النَّاقة، ولمَّا عقر قدار بن سالف ومصدع بن بهرج النَّاقة يوم الأربعاء؛ صعِد فصيلها جبلًا ورغا ثلاثة، فأتاهم العذاب يوم السَّبت، وذكر السُّهيليُّ: أنَّ قدارًا كان ولد زنًى وهو أحمر ثمود الذي يضرب به المثل في الشُّؤم، وكان أحمر أشقر أزرق أفرق قصيرًا(5) .
          وأمَّا الذين تمالؤوا معه؛ مصدع بن مهرج وهويل بن عترة(6) وغرام بن رُبَى ومهرب بن زهير وعرس بن نجد / ودُعم بن غنم، وكان الذي تولَّى عقرها قِدار(7) ، والذي نحرها مصدع، فلمَّا هلكوا؛ قال صالح لمن معه: يا قوم؛ إنَّ هذه الدَّارَ مسخوطٌ على أهلها، فالحقوا بحرَم الله، وأهلكوا(8) من ساعتهم بالحجِّ، فلم يزالوا بها حتَّى ماتوا.


[1] كذا في النسختين، وفي «اليونينيَّة»: (تعالى).
[2] (بن إرم): ليس في (ب).
[3] في (ب): (قوم).
[4] في النسختين: (ولما).
[5] في النسختين: (قصير).
[6] في (ب): (عنترة).
[7] في النسختين (قذار).
[8] في (أ): (فأهلكوا).